بنات المدينة المنورة..

جلست أتذكر أيام الطفولة.. أتذكر تيك الفتيات التي كنا نستبق بعد صلاة العصر للعودة من المسجد حتى لا تفوتنا فزوره من فوازير رمضان، كنا نتجاذب أطراف الأحاديث بعد صلاة المغرب عند مدخل المسجد حول الفزوره وحلها، لم نكن مغرمين فقط بالفزورة، بل بالفستان والصوت والطلة..

كانت فوازير رمضان للأطفال والتي يعرضها التلفزيون السعودي بقناته الأولي توكل مهمة إعدادها إلى تلفزيون المدينة المنورة، كان لها وقعها الجيد على أنفسنا، لم تجدي فوازير شيريهان أو نيلي عندما كبرنا في القضاء على ذكريات بنات المدينة..
التلفزيون السعودي وكعادته لا يترك للذكريات أي مجال، لا يحافظ على ما صنعه من ذكريات، حتى يتنكر لها بدافع التطوير، أين بنات المدينة الآن!.. مجرد ماضي ليس إلا..
لا أقصد هنا الحديث عن التلفزيون ولا عن غيره، وإنما ما ذكرني ببنات المدينة المنورة وإن كنت لم أنساهن هي قناة طيور الجنة التي سلبت أوقات أطفالنا وتسمروا أمامها، وغثونا بنشراتهم الإخبارية السخيفة فليتهم اقتصروا على الإنشاد فقط، مع العلم أن التكاليف المدفوعة ليست كبيرة إلى هذه الدرجة فالأنشودة تعاد في اليوم أكثر من عشرين مرة، واستئجار المحطة على قمر النايل سات أرخص بكثير وفي متناول اليد، فلماذا لا نرى قنوات مفيدة للأطفال من صنع المتخصصين في الإنشاد الإسلامي في السعودية مع العلم أن أغلب أشرطتهم تملى محلات التسجيلات الإسلامية وعلى رفوف المكتبات، وفي مواقع الإنترنت..
والوجه الآخر للموضوع أن قناة المجد نجحت في عرض فكر كان محصور في جلسات شبابية ملتزمة إلى العالم حتى أن أحد النقاد السينمائيين في دمشق صنف برنامج “كشتات” أنه ذا فكر راقي وحبكة منظمة..
إذاً لماذا لا نرى “حامد الضبعان” و “أبو عبدالملك” و  “عمر الضحيان” و “هاني مقبل” في تكتل واحد وقناة فضائية تفيدنا وتبعدنا عن مهند ولميس..
ولكن يبدوا أننا في السعودية لا نحسن استغلال الطاقات التي لدينا.

سجل أعجابك

أعجبتني

غير معجب