آه يا زمن..

في مجمع “الرياض قاليري” من أكثر من شهر وهناك عرض مسرحي لشخصيات “سبيس تون“، يجتمع في هذا العرض “لولي كاتي” و “فيفي” و “سلاحف الننجا” و “هامتارو” و “كونان” ومجموعة أخرى من الشخصيات الكرتونية الحديثة.

هناك مجموعة من الأغنيات بدون موسيقى طبعاً وبصحبة بعض الإيقاعات يكررونها مع كل عرض وفي كل يوم بدون جديد، ومع ذلك لا يملها الأطفال.
المسرح يخصص مساحة الجلوس لمشاهدة العرض للأطفال ورجال ونساء الأمن يحاولون بجدية عدم دخول أولياء الأمور لهذه المساحة، وإن كانوا غير مصيبين في ذلك كون هناك من الصغار من يحتاج لوي أمره بجانبه، ربما هي ضغوط أخرى حتى لا يختلط الراقصون من الأطفال مع الكبار..
تحاط مساحة الجلوس بشريط أحمر ليمنع دخول أولياء الأمور إلا أنهم اصطفوا بعد هذا الشريط لمشاهدة العروض مع صغارهم، بعضهم يصور هذه الذكرى للأطفال، وبعض النساء تسابق الأطفال للاستمتاع بالعرض.
في هذه المنطقة لا يوجد أمن ولا هيئة ومع ذلك ترتبت العائلات بدون أن يضايق أحدهم الآخر، ففي هذا الجانب تجد النساء بجوار الشريط الأحمر وبعدهم بمساحة كافية يقف الرجال، وفي ذلك الجانب يقف الرجال فقط، وهناك بعض من كبيرات السن يجلس، وعلى الطرف البعيد زوجان يحملان طفل لم يبلغ السنة الثانية من العمر ليمتعان صغيرهما وفي نفس الوقت يعلقان على الشخصيات ويستمتعون بوقتهم..
لا يوجد رقيب ومع ذلك نظموا الناس أنفسهم، صحيح أن الغلبة للنساء والأطفال ولكن هناك مجموعة من الشباب يقفون بعيداً ليشاهدوا العرض بدون أن يضايقوا أحداً..
بالأمس كان أولياء الأمور أكثر من الأطفال، والنسوة أكثر من الرجال، يا ترى هل كل هذا شوق للعروض المسرحية؟..
من المفترض أن يكون يوم الجمعة القادم اليوم الأخير ومع ذلك مددت إدارة المجمع العرض لخمسة عشر يوماً إضافياً، فهل يعني ذلك أن المهرجان غير ناجح؟!..
في البحرين وفي صالة السينما ومع وجود عدد كبير من العائلات وأحياناً كثيرة يكون السعوديين هم أصحاب الكلمة العليا إلا أنني لا أذكر أنني جلست بجانب امرأة غير محرم لي، دائماً تعدل المقاعد بدون تدخل أحد لتجلس السيدة بجانب أختها وفي المقعد المجاور زوجها وهكذا دواليك..
التنظيم مطلوب.. ولكن الثقة هي المطلب الأهم، فدعوا الناس لينظموا أنفسهم بدون تدخل يقمع الحرية، فالقلب فيه إيمان وحياء..

سجل أعجابك

أعجبتني

غير معجب