جنادرية ٢٥ “قال جدي.. ولم يقلها جده”

“قال جدي” أحد مقاطع أوبريت الجنادرية لهذا العام، وأنا عندما أقولها فأنا صادق بأكثر من مئة بالمئة لأن جدي رحمه الله ولد في هذا البلد وعاش، عانى من الحر الشديد، وتحمل القحط والجوع، ومد الله في عمره إلى أن وصلت الخامسة عشر من عمري، وقال لي، ومن بعده رددت “قال جدي” فله مني الشكر، والدعاء بالرحمة.. ولن أكون كاذباً عندما أقول “قال جدي”..

منذ أن تولت MBC تنفيذ أوبريت الجنادرية وهناك لوحات ليست من الموروث الشعبي ولا من التراث، وأخرها لوحة المطر والتي كانت في أوبريت الأمس، فكأني اراها إحدى لوحات ستار اكاديمي، والفرق واحد فالأولى فيها راقصين فقط، أم الثانية فالراقصات هن الأهم، يا ترى متى تستطيع الجنادرية أن تعيد أوبريت مولد أمه والذي حمل الإبداع في كلماته، والروعة ببساطة تصميم لوحاته..

في أوبريت هذا العام استمر وجه محمد عبده في الشحوب بعد أن شاخ صوته، ولكن تذكرت شباب محمد عندما غنى عباس إبراهيم فهناك خلف تيك الأوتار محمد عبده في صغره..

في أوبريت هذا العام تفوق راشد الماجد بالأداء المسرحي تبعه عبدالمجيد ومن ثم ماجد، أما محمد وعباس فكانا الأسوأ مسرحياً.

في أوبريت الجنادرية كان صوت فدوى رائعاً وقوياً، أما صوت يارا فكان عذباً وضعيفاً، ولا يصلح لأن يكون بعد صوت فدوى القوي..

في كل الأوبريتات التي تلت مولد أمه تكون لوحة العرضة هي الأجمل على الاطلاق، بقوة حضور وروعة أبو متعب..

هذه هي الجنادرية ولم يقولها لي جدي، وربما لو مد الله في عمره أكثر كان سيقول لي أن أحدهم في هذا الزمان سيقول بأن جده قال، ولكن جده لم يقل هنا بل قال في مكان آخر لم يجد فيه من الشمس لهيبها، ولا من الصحراء رمالها، ولا من بيئتنا قساوتها..

قال جدي كن حليماً فأنت ابن البلد مهما عليك عتب..

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

أعجبتني

غير معجب