منذ أن قامت مصلحة الإحصاءات العامة بالإعلان عن مرحلة العد الثانية وأنا متخوف جداً، والسبب في ذلك أنه في المرحلة الأولى عندما حضر موظف التعداد لم يجد أحد في المنزل وأخذ المعلومات من جاري ووضع الملصق على باب المنزل ورحل، ثم لم أره مره أخرى.
استغربت من عدم حضوره لمنزلي مره أخرى، سألت عن السبب وقيل لي أن المرحلة الأولى فقط لعد المساكن، قمت بتجهيز ورقة كتبت فيها “الأخ موظف التعداد إذا لم تجدني في المنزل الرجاء الاتصال على الرقم…”، إلا أن “احمد” أشار علي بعدم تعليقها على الباب لأنه من الممكن أن يستغلها اللصوص في سرقة منزلي، تذكرت حينها صديقي “حافظ” أحد ضباط القاعدة الأمريكية في أوكيناوا عندما قال لي أنه يترك سيارته مفتوحة في اليابان ولا يخشى أن تسرق، وهو عندما قال لي ذلك متأكد أن الأمن في “السعودية” قبلة المسلمين أفضل من اليابان، إلا أنه صعق من ردي؟!..
“أحمد” بالرغم من أنه يسكن في حي الربيع إلا أنه قال لي أن أغلب جيرانه في العمارة التي يسكن بها أتلفوا ملصق التعداد من على أبواب شققهم، وهو عندما يقول ذلك يتحسر على قلة الوعي لدى مجموعة ليست باليسيرة من شبابنا..
الخميس الماضي تكرر نفس السيناريو مرة أخرى وحضر موظف التعداد ولم أكن في المنزل، فقررت أن أقوم بالبحث عنه بنفسي، استغليت أن يوم الجمعة إجازتي الأسبوعية وبدأت بالبحث، والحمد لله عثرت عليه بعد صلاة الجمعة، دعوته لأن ينهي مهمته ويسجل استمارة العد الخاصة بي، وكان متجاوب إلى أبعد الحدود، تذكرت حينها كيف أن “السويد” البلد الذي لا يوجد بها من لا يعرف الكتابة والقراءة تقوم بعد السكان قبل الإنترنت والحكومة الإلكترونية عن طريق البريد العادي، فهي ترسل إستمارة التعداد إلى الموطنين هناك عبر البريد العادي، وبعد أن يفرغ المواطن من تعبئتها تعاد مرة أخرى إلى الحكومة بالبريد العادي.
فرغ موظف التعداد من مهمته وبدأ يسأل عن الجيران الذين لم يجدهم إلى الآن، قلت له هل من الممكن أن تعطيني استمارات العداد مع رقم هاتفك النقال وسأوصلها لهم ومن ثم يقومون بالتواصل معك، لم يكن جوابه يوحي بالتفاؤل وتغير النظرة لأبناء البلد فقد قال “لن يعرفوا كيف نقوم بتعبئتها؟”، ساعدته لإتمام عمله وتعريفه بالأوقات التي يتواجد بها جيراني في منازلهم حتى لا يستغرق وقتاً طويلاً في أداء مهمته، قال لي بعدها أن أغلب سكان هذا الحي متعاونين جداً مقارنة بأحياء أخرى ترك زملاءه فيها مهمة العد وانسحبوا من العمل في التعداد بسبب المضايقات، ألقى علي تحية الوداع ورحل، ارتحت نفسياً بعد أن أنهيت ما هو مطلوب مني لإنجاح برنامج التعداد..
موظف التعداد سجل بريدي الإلكتروني على الإستمارة، وقال أنه لتتواصل معك المصلحة، تذكرت أنه في التعداد الماضي الذي كان قبل سنوات، سجل الموظف نفس البريد الإلكتروني ولكني لم أجد أي تواصل منهم إلى الآن؟!، مجرد علامة إستفهام فقط لا غير لا أريد التعليق عليها..
أسوأ شيء في موظف التعداد تذكيره لنا بالأموات.. وأعتقد أن هذا هو الأسهل، لأن قوائم المقابر متاحة بسهولة بدون أن نقلب المواجع على البشر، ولا مجال للتلاعب بها، ليلة الأمس لم تكن جيدة بالنسبة لي بسبب هذا الموضوع..
لا اعلم لما احسست بخروجك من سياق الموضوع بذكر الموت ..
وهل يسالون عن الاموات !!
رحم الله امواتنا .. تذكرت اخي رحمه الله وغفر له ..
ولكن السؤال انت ليش حريص كل هالحرص على التعداد
يعني خائف يعدون سكان المملكة ويكون ناقص عدهم
أو تبي تعرف قيمتك يعني ممكن يعدونك بألف رجل
تراني حبيت أخفف عنك ألمك بفقيدك ومحبوبك
ياأبا سطام نسأل الله أن يجعله شفيعا لكما
وان يبدلكما خيرا منه بحوله وقوته
وان يرحم موتى المسلمين أجمعين
على فكرة: أنت عندنا بمليون رجّال يالحبيب