هل نحن فقط على حق؟!

بمجرد أن تغادر الوطن إلى أي مكان إسلامي آخر، تنصدم بالطريق التي يسهل الإسلام على المسلمين أعمالهم، وتستغرب كيف أننا هنا نضيق على أنفسنا وعلى المسلمين، فتجد الفتوى من الجميع وعلى رأسهم المدخنين، تطلق جزافاً بدون أي وعي أو معرفة بمدى الإثم الذي يترتب على ذلك، قال صلى الله عليه وسلط “أجرأكم على الفتوى أجرئكم على النار”..

لست بصدد الحديث عن تقنين الفتوى في البلاد، وإن كنت أرى ذلك أمراً إيجابياً، وإنما وددت لو تمعنا قليلاً في الأمور التي تحدث حولنا لوجدنا أننا نختلف عن بقية دول العالم الإسلامي اختلافاً جذرياً، في بعض الممارسات الإسلامية، وهذا يدعوني إلى التساؤل هل كل دول العالم الإسلامي لم تستوعب بعد سماحة ديننا، ونحن فقط على حق!..

وإن أمعنا النظر أكثر في موضوع مثل إغلاق المحلات وقت الصلاة نجد أن دول الجوار قبل بقية دول العالم الإسلامي لا تقوم بما نفعل نحن من إغلاق المحلات وقت الصلاة، مع العلم أن أوقات الصلوات فيها متسع من الوقت باستثناء وقت صلاة المغرب، فلو صلى أحدهم الظهر عند دخول وقتها أي عند “زوال الشمس” تقريباً الساعة الثانية عشر ظهراً، أو صلاها قبل دخول وقت صلاة العصر “عندما يصير ظل كل شيء مثله” لأجزئه، لأن خروج وقت صلاة الظهر هو بدخول وقت صلاة العصر، والذي يختلف هنا هو صلاة الجماعة وأجرها..

ولم أجد في شرعنا ما يجبر على التوقف عن البيع في أوقات الصلوات، باستثناء صلاة الجمعة، لوجود آية قرآنية تدعو إلى الامتناع عن البيع والشراء في وقتها، ومن شروط البيع الصحيح في الفقه الإسلامي أن لا يكون في وقت صلاة الجمعة فقط ولم أجد ما يبطل صحة البيع في أوقات الصلوات الأخرى..

أنا هنا لا أريد أن أسهب في الموضوع أكثر مما ينبغي، ولا أريد أن أقدم فتوى، فأنا لست من أهلها، وإنما أستغرب فقط عدم توافقنا مع دول العالم الإسلامي الأخرى، بالرغم من أن جميع المسلمين يتجهون بأنظارهم إلى مكة، التي نحن بجوارها وأكرمنا رب العالمين بذلك..

فلو تفحصنا قليلاً نجد أن:

* جميع دول العالم الإسلامي لا تغلق المحلات وقت الصلاة باستثناء صلاة الجمعة، أما نحن فنجبر أصحاب المحلات على عدم العمل وقت الصلاة!.. فهل نحن فقط على حق؟!..

* دول الجوار والمسلمين يحتفلون في يوم النصف من شعبان.. ونحن لا نحتفل!.. فهل نحن فقط على حق؟!..

* دول الجوار والمسلمين يحتفلون بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم، ونحن لا نحتفل!.. فهل نحن فقط على حق؟!..

* دول العالم الإسلامي يحتفلون بالإسراء والمعراج.. أما نحن فلا نحتفل!.. فهل نحن فقط على حق؟!..

2 قراء تعجبهم التدوينة.

أعجبتني

غير معجب