في الإستراحة -ولا أقصد من ورائها شيء- وفي بيوتنا.. وحتى في طلعات البر، تجدنا نفضل أن نبقى متقاربي ومتراصين في زاوية المكان، ونترك بقية المكان الرحب خالي بدون أي روح فيه..
نعشق أن تكون بيوتنا بغرف كبيرة، ومجالسنا واسعة ومع ذلك لا نحب الحديث إلا همساً عن قرب، ولو بالصراخ المهم أن تلامس يدي ركبتك، وبعد هذا يحلو السهر..
ثقافتنا المحلية تشجع أن نجلس بشكل دائري، خلف طبق طعام واحد، ونأكل بأيدينا، ونلحس أصابعنا، ومن ثم نعيدها في ذات الطبق مره أخرى، نقطع اللحم لبعضنا، ونحن نعلم أن يد من يقطع اللحم ملوثة باللعاب ومع ذلك لا نستقذر الأكل مما منحنا اياه، ونعتبر ذلك إمعاناً وزيادةً في الكرم، وإلم يقطع اللحم الملوث باللعاب لنا لشككنا في حقيقة مشاعر الرجل لنا..
على النقيض من ذلك لو سكنا في منزل صغير أو شقة، لتضايقنا وشكينا ليل نهار من ضيق المكان، بالرغم من أننا نجلس في زاوية المكان فقط، ولا نستخدم من منازلنا إلا أقل من 50% من المساحة، وهذا توقع شخصي..
نرحب بمن يأتي من مكان بعيد، حتى وإن شككنا في صحته، لا نمانع من عناقة، تعانق أنفاسه أنفاسنا، ونطبع قبلات المحبة على وجنتيه، وتطور الأمر إلى أكثر من ذلك، ليس في السعودية فقط، بل في كل الخليج، يضع الرجل أنفه على أنف الرجل الآخر، ولا أدري أي نوع من القبل هذه، ولا يمانع إن لامست الشفاه الشفاه..
أريد أن أفهم على ماذا تدل قبلة الأنف هذه، لم استطع تقبلها، ولا استسيغ من يمارسها، أرى فيها إهانة بدرجة عالية للنفس البشرية، وتقليل من قدرها..
القريبين من زملائي يعرفون أنني أكره العناق والقبلات بين الرجال، وكيف بقبلات الأنوف أو كما يقولون “حب الخشوم”، أرى في ذلك نوع من الشذوذ الذي نرفضه جملةً وتفصيلا، ونردد ذلك على الملأ بأننا نرفضه، إلا أننا ننفذه بطرق أخرى..
عاداتنا وتقاليدنا بحاجة إلى ثورة للتغيير، ثورة تخرجنا من الزاوية الضيقة التي حشرنا أنفسنا بها، وتصرف عنا كل خزعبلات الماضي، ترى هل نستطيع القيام بذلك؟..
هههه منجد نفسي افهم ايش الحكمة من دي الحركة !
بس بالراحة على نفسك ، أحسك تكتب التدوينة وأنت معصب 🙂
– تقطيع اللحم انك معك 100% صراحة مشكلة
– اما السلام بالخدود مافي مشكلة … اما الخشوم ما ادري وش السالفة تخيل لو عطس بوجهك وانت تسلم عليه يمكن يامحمد تنتحر هههههههههههههه
يارجال ليت المشكله على ” تبويس ” الاقارب والاحباب بس
احياناً تدخل مجلس وتشوف ناس ماتعرفهم وتنوي انك تصافحهم بس .. تتفاجأ بأن بعضهم
يشدك من يدك وهو مبسوط ” وفاقن” خشته يبي يبوس هههههههههه
تحياتي لك
لا أرى في ذلك أي خطأ وما من داع لتغيير عادة كهذه طالما أنها لا تضر أحداً (أعني تقبيل الأنف) فهذا شيء من العادات ولا يقصد بها الشذوذ وما إلى ذلك..
كما أن السعودية وأهل الخليج ليسوا الوحيدين اللذين يقبلون أنوف الآخرين عند السلام بل حتى النيوزلانديين يفعلون ذلك ولم نر منهم أي انزعاج أو ثورة لتغيير العادات (التي لابد وأن نفتخر بها) ليس لأننا لا نفهم القصد من ورائها بل لأنها جزء من حضارتنا وإن كنا لا نؤمن بها.
هذا رأيي الشخصي, على الأقل! 🙂
اخ محمد ,, سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح واسلوب رائع وعنوان جميل ,, جواب المغزى من حب الخشوم فانا اعتقد والله اعلم انه انا لما ابغى اقبل عم او خال او جد فأقبله في راسه وهو يسبقني ويرفع راسه وتصبح القبلة مع الربشة حب خشم اعتقد هذا هو المغزى منها انه كلانا متساويان
شكراً لك
تونا: يمكن معصب لأن الحركه دي تنرفزني بقوة..
فهد: أنتحر.. الله يعين.. بس لو يعطس في وجهة احتمال اتهور وأعطيه على وجهه..
عادل: أتفق معك بقوة..
تهاني: شكراً للمداخلة، طرح جيد قرأته لك، ولكن المسألة هي أن يضع الرجل خشمه على خشم الرجل الآخر، تخيل المنظر، ألا يصبح مقزز..
حسام: اسعدني تواجدك..
نعم يوجد عادات وتقاليد سيئة
لكننا بدأنا بالتخلي اليوم عن اغلبها بدون سبب
هل سنُبقي لنا شيء يثبت هويتنا؟؟؟
جيد ان نتغير… ولكن الافضل ان نَبقى نحمل هويتنا العربية
كلام واقعي 100% تقبيل الخشوم ماله اي فائده يكفي السلام بالخدود للاعزاء و اللي اعرفه ان العرب من قديم ما كانت تعرف تقبيل الخدود بس مع الوقت زادت الميانه ههه
كل عام وانت بخير أخي محمد.
مدونتك جميلة موضوعاتها متميزة ولم يسبق طرحها .
أنا استمتع كثيرا بها. واصل مسيرة العطاء هذه.
دمت موفقا.