مفهوم “الإعلام الجديد” – مع إعتراضي على المسمى – كما أفهمه ببساطة هو “حرية إيصال الخبر والمعلومة والتفاعل معها، ويكون ذلك متاحاً للجميع سواءً أفراد أو مؤسسات بكافة الطرق التعبيرية الممكنة من خلال الإنترنت”، أي أنه ببساطة هو إعلام الفرد أو المواطن، فمن خلال الوسيلة البسيطة مثل كاميرا الهاتف النقال يستطيع الفرد نقل الصورة أو مقطع الفيديو، ومن خلال الكلمة البسيطة المجردة يستطيع ايصال المعلومة بسهولة، ووسيلة الايصال كفلتها الإنترنت في مواقعها المختلفة.
ولو تأملنا وضع الإعلام نرى أنه تطور من تحكم الفرد بالرسالة و وسيلة الإرسال، إلى تحكم المؤسسات وسيطرتها على الحقيقة ومن ثم إعادة إرسالها للمتلقي سواءً كان فرداً أو جماعة بما يخدم وجهة نظر المؤسسة، وهذا التحكم بمصدر المعلومة وطريقة عرضها أنتجت ما يسمى بـ “الإعلام الجديد”، حيث أصبح المواطن أو الفرد العادي هو المتحكم بالمشهد، فيستطيع نقل المعلومة والخبر والصورة بالإضافة إلى وجهة نظره بسهولة ومن خلال الإنترنت ليتلقاها الجميع، وهذا يقلب المشهد رأساً على عقب ليصبح التأثير بيد من يجيد استخدام الوسائل الإعلامية الجديدة وليس بيد المؤسسات الخاصة.
هكذا أفهم الإعلام الجديد، فهو وسيلة متاح لها أدوات الإنترنت كافة، وليس موقع معين بحد ذاته، فاليوتيوب والمدونات وتويتر والفيسبوك هي بعض من وسائل نقل الحدث، التي من الممكن أن تتغير في المستقبل، وخير شاهد على ذلك ما حدث للمدونات، إذ قل الإقبال عليها بعد توفر وسائل أخرى مثل مواقع التدوين المصغير كتويتر.
وليس حرية الطرح فقط هي المكفولة في الإعلام الجديد، بل حتى حرية التلقي، فليس المتلقي مجبوراً على أخذ المعلومة من مصدر معين، وإنما له الحرية في تتبع الوسائل التي يرى أنها تزوده بالمعلومة الصادقة بدون مبالغة أو تكلف.
علاوة على ذلك أضاف الإعلام الجديد خاصية مميزة، لم تكن موجودة بالشكل المطلوب في الوسائل الإعلامية السابقة، وهي التفاعلية، فمن خلال الوسائل والمواقع التي تقدم المعلومة، يستطيع المتلقى التفاعل معها فور نشرها، أو إضافة المزيد من المعومات عليها، بل وحتى تقييم تفاعل الآخرين والاعتراض عليه، وهذا يزيد من حدود الحرية والتعبير لدى المتلقى، فلا أحد يستطيع أن يقمعه، ولهذا ساهم هذا المفهوم في ايصال صوت الشباب في مصر إلى أصقاع المعمورة بدون أن ينحصر الرأي في مجموعة واحدة، من السهل اعتقالها وتعذيبها وردها إلى سابق العهد.
هكذا أفهم الإعلام الجديد، وهكذا تكون وسائله، ولكن يجب أن لا تدفعنا الحرية المطلقة في استخدام هذه الوسائل بدون رقابة ذاتية، فوجود الرقابة الذاتية سيجعل هذه الوسائل أكثر مصداقية وأكثر أمامناً..
إقرأ أيضاً
الإعلام الجديد.. من يستغل الآخر؟..
الإعلام الجديد.. التأثير بيد من؟..
التدوين.. عالم الحرية الساحر!
رائع .. اتفق معك في عدم القناعة بمصطلح “الإعلام الجديد” فإذا كنا نقصد الوسيلة فمكن أن نقول وسائل الإعلام الإلكتروني أو الويب 2 .. أما من يقف خلفها فيمكن أن نقول أنه “الإعلاميّ الجديد” فالمتعامل مع هذه الوسائل هو الشيء المضاف على الإعلام ، وجود صحافة الفرد
هذا العالم الجديد بإعلاميه ووسائله يغير أكثر مباديء الإعلام رسوخاً ويقلب الموازيين لذلك نحن بحاجة لأن نجعل منه بيئة خصبه لأبحاث تُبنى على أساسها توقعات تساعد المؤسسات الإعلامية في تعاملها مع هذه الوسائل الجديدة
شكرا لك أستاذي 🙂