في التدوينة السابقة تناولت مفهوم الإعلام الجديد، والمتعاملين مع هذا المفهوم نوعين، فالأول هو من يبدأ البذرة الأولى لصناعة الحدث، فهو الذي يصنع الحدث بوسائل بسيطة من كاميرا هاتف نقال أو كلمة، أما النوع الثاني فهو من يحصل على المعلومة أو الصورة أو مقطع الفيديو من الإنترنت، ويعيد التعامل معها ومن ثم عرضها بطرق مختلفة لمتصفحي الإنترنت.
ففي حين أن الأول هو من يصنع بذرة الحدث الأولى، تذهب جل الكعكة إلى النوع الثاني لأنه هو البوق الذي يعيد تضخيم وتهويل الأمور، ولنا في حادثة أمطار جدة وأمطار جازان في العام الماضي خير دليل، في حين أن الأولى تفاعل معها الجميع من راصدين للحدث من أفراد عاديين، ومضخمين من متصفحي الإنترنت، لم تأخذ الثانية النصيب الأوفر من الطرح الإعلامي عبر وسائل الإعلام الحديثة بالرغم من استمرار وقوع الضحايا جراء السيول.
أيضاً من وجهة نظري أن الشهرة التي حققتها وسائل الإعلام الجديد مثل تويتر، في حادثتي أمطار جدة العام الماضي والذي قبله، استقطبت العديد من رواد الإعلام التقليدي إن صح التعبير، لتكون هذه الوسائل تحت الضوء بالدرجة الأولى، فأصبح التفاعل مع ما يطرح عبر هذه الوسائل لزاماً على الإعلام التقليدي لحفظ ماء الوجه أمام المجتمع، فيتم تناول الموضوع الذي يطرح في هذه الوسائل الاجتماعية بالإضافة إلى الصحافة الإلكترونية عبر وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وإذاعة وتلفاز، ولنا في حادثة زيادة أسعار منتجات الألبان خير دليل، فالذي جعل وزارة التجارة تلزم شركات الألبان بالعودة للأسعار القديمة، هو تضافر جهود المجتمع ككل، بالإضافة إلى وقوف بعض شركات الألبان على الحياد فلم ترفع السعر وبقيت تترقب نتيجة الحدث، فبعد أن طرح الموضوع في تويتر وتناولته الصحافة المحلية، وتفاعل معه المجتمع بالمقاطعة، كان قرار وزارة التجارة الملزم لشركات الألبان بالرجوع إلى الأسعار السابقة، وأرى أن نجاح هذا الموضوع لا نستطيع تجييره لطرف دون الآخر..
حالياً لا أستطيع الجزم بأن التأثير خرج من دائرة وسائل الإعلام التقليدية إلى وسائل الإعلام الحديثة، فلا نستطيع مقارنة حجم المتابعين للطرفين، ولا يوجد جهة محلية لها مصداقية تعرض لنا إحصائيات تبين عداد مستخدمي تويتر من سكان المملكة مثلاً، وباعتقادي الشخصي سيستمر التأثير متذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولن يحقق المأمول إلا بتضافر جهود كلا الطرفين، لحين أن يقضي الأعلام التقليدي نحبه..
همسة
مصطلح الإعلام التقليدي أو كما سمعت مؤخراً الإعلام الاعتيادي، والمصطلح المقابل الإعلام الجديد، تصنيفات انتهجها الأخير لمجرد الخروج من عباءة الإعلام التقليدي، والابتعاد عن الانتساب له.
إقرأ أيضاً
الإعلام الجديد.. من يستغل الآخر؟..
هكذا افهم الاعلام الجديد..
التدوين.. عالم الحرية الساحر!