سحقاً للقيود..


“لن نعود للقيود” عبارة سمعتها من أحد الليبيين عبر القنوات الفضائية، عبارة سيدرُسُها الأجيال العرب، وسيتعلمون منها معنى الحرية، معنى أن يكون قرارنا بيدنا، معنى أن لا يكون مصيرنا بيد معتوه يهلك شعبه، أو رئيس يستهتر بمقدرات بلده، ويبدد ممتلكات شعبه، ويهينهم، ستُعلم هذه العبارة الأجيال معنى أن يكون الربيع مزهراً مثمراً، يبدد ظلمة الجهل، ويزرع الأمل، لتعود ديارنا بل وجل، عامرة بالسلام والحياة..

تونس تنفست الحرية، ومصر استنشقت عبيرها، وها هي ليبيا تزفر لحظات الضعف والهوان، وتستنشق أنفاس عمر المختار، وتتنفس الحرية، انتهى زمن المعتوه، وتعامل هذا الشعب الطيب بأصله وكرمه، وطالب قيادة ثورته بالتسامح والعفو، هذه هي أخلاقنا التي تعلمناها من رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم..

بدأت “بالشعب يريد إسقاط النظام”، كانت سلمية ولكنها رفضت أن تبقى تحت وطأة الظالم، واستمرت.. واستنسخت في كل مكان، وتحولت في سوريا إلى “الشعب يريد إعدام الرئيس”، لن يستطيع أن يلجم الشعوب العربية ويخرسهم أحد، لن يعودوا إلى قاع الجهل مره أخرى، إنه الحلم العربي بالتوحد، ها هي بداياته بالثورة على رؤوس الظلال..

“دا حلمنا.. طول عمرنا.. حضن يضمنا كلنا كلنا” هكذا كانت الأغنية العربية، وكان هذه الحضن هو الحرية، والثورة على الظلم، وتبديد الظلام، ومحاربة القمع والجهل، ها قد تعلمت الشعوب العربية كيف تقول “لا”، كيف لا تحنى الرأس إلا لخالق الناس؟، كيف تنتصر لأنفُسها؟، ثلاث دول متجاورة “مصر، ليبيا، تونس” تحررت وانتصرت..

قيادة الثورة الليبية دعت ثوارها إلى ضبط النفس، وعدم تصفية الحسابات، وهذا هو الأمل والمطلب، بعد أن تحررت ليبيا حان وقت إلقاء السلاح، ووضع اليد باليد، لتجديد عهد البناء والرخاء، فلا تصنع الحروب إلا الدمار، حان الوقت لأن نرفض كل تدخل في شئوننا، نقول لهم شكراً لأنكم ساعدتمونا في إسقاط الطاغية، انتهى دوركم، الآن سنغير بلدنا إلى الأفضل بأنفسنا، وبأيدينا، وبحكمة شعب تنفس الحرية..

أتمنى وكما توقعت سابقاً أن يعتقل القذافي ويصفى على يد شعبه، الذي لم يحترمهم أبداً، ولم يراعي احتياجاتهم، ويكون بذلك عظة وعبرة لكل حاكم تسول له نفسه إهانة شعبه، واللعب بمقدراتهم وأموالهم..

أتمنى أن يتعظ بشار الأسد من ما حل في ليبيا.. ويتعظ ويترك الكرسي قبل أن تكون رقبته في يد الشعب..

إقرأ أيضاً
جراحنا..
من التالي..
(عَ) هدير الشعب..
من يقف بوجه الشعوب يا (ابن الخطاب)..

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.