* ألو… كومار… وينك فيه تأخرنا على الجلسة… سنصوت على موضوع الحضانة..
* يا ربي تأخر كومار… حتى اليوم بغيب عن المجلس..
* متى يجي اليوم اللي آخذ فيه نفقتي.. من ثلاث سنين مطلقة وما أخذت النفقة.. ليه الاضطهاد يا ناس.
* أبغى أشوف أولادي.. من ثلاث سنين ما شفتهم، يعني طلاق وحرمان من الضنى..
هذه حياة حواء، كل هذه المشاكل ومع ذلك لم تطالب إلا بأن تكون عضوه في مجلس الشورى، وأن تشارك في التصويت والترشيح في الانتخابات البلدية، ترى هل ستنجح سيدة في تحقيق مطالب شعب، في حين أنه لم يسمح لها بحضانة أطفالها، وتحتاج لوي أمر لكي تسافر، وفي حالة عدم وجود ولي أمر يزوجها، يتولى تزويجها القاضي وهو شخص غريب عنها ولا يمت لها بصلة..
غريب أمرك يا حواء.. تبحثين عن دخول المجالس، في حين أنك تقضين جل حياتك تحت رحمة رجل، إن صلح حصلت الأنثى على جميع حقوقها، وإن فسد هذا الرجل بقت الأنثى تحت طائلة الحرمان، من حياة سعيدة، ومع ذلك لم تطالب حواء بحقوقها التي كفلها لها الدين والقانون وسلبت منها بدون حق، وطالبت فقط بعضوية مجالس لم يقدم فيها الرجال شيء يذكر..
يا حواء يعتبر إسهام المرأة في الاقتصاد أكثر تأثيراً من ذي قبل، هكذا يقول المختصين في الاقتصاد، أما أنا فأراها بشكل مخالف، فالمرأة لم تعد بذلك الرقم الصعب الذي يصعب تحريكه من مكانه في المنزل، وليتضح الأمر أكثر دعونا نسترجع ماضي جداتنا العظيم..
في السابق كانت جداتنا عناصر أساسية ومنتجة في البلد، فإنتاجهن ينافس اعرق مصانع الأغذية العالمية، كان الغذاء في هذا البلد يصنع داخل المنزل أو الخيمة وبيت الطين، فجداتنا تستغل ولادة إحدى إناث الأنعام سواءً من البقر أو الغنم، ليتحول المنزل إلى ورشة عمل، تضخ المزيد من الرفاهية للمنزل، وذلك من خلال تحويل هذا الحليب بعملية معينة إلى لبن وزبده، أو صناعة السمن الحيواني باستخدام الحليب أيضاً وبأسلوب مختلف، أيضاً كان الخبز يصنع داخلياً، وخلاصة هذا أن جداتنا ساهمن وبجدارة بتحقيق اكتفاء المنزل الذاتي من الأغذية.
تأثير جداتنا الصناعي الكبير لم تستفد منه نساء هذا الوقت، وللأسف تنازلن عنه بسهولة وبدون مقاومة، فتحول الاكتفاء الذاتي إلى عجز، وأصبح المنزل يعتمد على شراء الغذاء من الخارج، بل وصل الحد ليصبح نسبة 90٪ من الأغذية مستورده من الخارج..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تنازلت النساء وبمحض الإرادة وبدون إجبار عن إدارة المنزل للخادمة، فأصبح اعتمادنا على الأخيرة كبير، لدرجة أن تكلفة التنازل عن خادمة من اندونيسيا وصل إلى ٢٥ ألفاً بعد إيقاف الاستقدام من هناك، فالخادمة هي التي تطبخ، وتنظف المنزل وتهتم بالأولاد، وترعاهم عند المرض، بينما عضوه مجلس الشورى تفرغت للمطالبة بالمساواة..
في السابق كان تأثير المرأة أكثر قوة من قنابل أمريكا العنقودية، فهي تشير على زوجها الوزير أو الموظف، وابنها الضابط وأخيها الدكتور، والكل يحسب لها ألف حساب، فدورها الإيجابي في المنزل، ساهم في تطور هذا البلد، ولذا وبعد أن تخلت المرأة عن دورها الحقيقي والسامي، تحول المجتمع إلى الضحالة في الإنتاج، وأهتم الرجل بقضايا أخرى، أو بالأحرى أين يجد وسيلة نقل مناسبة للأنثى.
سهولة تنصل النساء وتخليهن عن مسئولياتهن يجعلني محبط من عضويتهن لمجلس الشورى، لذا أتمنى من بنات حواء، بما أنهن حققن الطموح بالوصول إلى عضوية مجلس الشورى، أن يتفرغن للمطالبة بحصول نادي النصر على بطولة، فأخشى أن يسمح لهن بقيادة السيارات، ونحن ننتظر بطولة العالمي..
قرأت التدوينة أمس ولم أجد الوقت الكافي للرد هنا، واكتفيت بجوجل ريدر حينها.
أكثر التدوينات قوة من التي قرأتها اليوم. يكفي هذا المقطع: “فالخادمة هي التي تطبخ، وتنظف المنزل وتهتم بالأولاد، وترعاهم عند المرض، بينما عضوه مجلس الشورى تفرغت للمطالبة بالمساواة..”
صحيح أن لا علاقة لي بالموضوع بالأساس، لكن خذوه يا “سيدات” من باب الفضول/السؤال/تبادل الخبرات…الخ.
لو كنتِ إحدى تلك “العضوات” وتوجّب عليكِ السفر لدواعي العمل، هل يتوجّب وجود محرم حينها؟ في حالة نعم؛ ماذا إن لم يوافق؟
انا مع الدخول لمجلس الشورى .. اما المجالس البلدية ؟؟