ليس أشد حرقة على النفس البشرية من فقد الضنى، وليس أكثر إيلاماً وأقسى على الأم من أن تزين ابنتها في الصباح بالزي المدرسي وشرائط الشعر وربطاته، ثم لا تعود الابنة في المساء إلا جثة هامدة فارقة الحياة بإهمال مَدرسة، وتعنيف معلمة، ووحشية قائد باص.
عذراً يا وطني في كل عام لنا جرحٌ جديد معك، فقبل سنوات وبالتحديد في شهر ذو الحجة من عام 1422 وفي مدرسة 31 في الهنداوية بمكة المكرمة احترقت بناتنا، ومطلع هذا العام الميلادي سقط باب مدرسة في حي عرقه في الرياض على طفل ينتظر والده بعد نهاية اليوم الدراسي وأرداه قتيلاً، وحتى المدارس الأهلية التي ندفع لهم ليحصل أبنائنا على تعليم ورعاية أفضل باتت تنافس المدارس الحكومية في سوء التدبير والإهمال.
في بداية حياتي الصحفية الثانية طلبت من أحد المحررين إعداد تحقيق صحفي عن إحدى المدارس الحكومية المتهالكة وفعل ذلك، وصور المدرسة وشاهد اجتهاد مديرة المدرسة فيها إذ أقامت وعلى نفقتها الخاصة سلالم للطوارئ، فالمدرسة لن يدوم حالها هكذا طويلاً، وجل ما تخشاه أن تحدث الكارثة وتتحمل وزر هذه الصغيرات، ولكن بدل أن تقوم الرئاسة العامة لتعليم البنات آنذاك بشكر المعلمة والتي بح صوتها وهي تقول لمهندسي الرئاسة عن مشاكل المدرسة، ولم تجد وسيلة إلا الصحافة لإيصال صوتها، لم يراعى كل ما فعلته المديرة من تطوير لإجراءات السلامة في المدرسة وعنفت لإدخالها الصحافة في الأمر، وبقيت المدرسة على حالها إلى أن غير مبنى المدرسة بعد المشكلة التي أدت لإلغاء رئاسة تعليم البنات.
وبالأمس وبعد مرور عشر سنوات على فاجعة الهنداوية بمكة، كان لنا موعد آخر في ذات الشهر، وسيناريو آخر لفاجعة جديدة في مدينة أخرى، مدرسة براعم الوطن في جدة تحترق، وهلاك صغيرات كنا يأملن في الحياة، كن تواقات لخدمة البلد، انتهت حياتهن في غياب أبسط وسائل خدمات الطوارئ، بعد أن أنهكتهن قيود الأسوار، فلو تمعنت أي مدرسة بنات في المملكة لوجدتها أشبه بسجن، فالسياج الحديدي على الأسوار، والشبابيك المغلقة بالحديد، وكأن لم يكتب على الفتيات في هذا البلد إلا الحرمان من الشمس والهواء.
أين إجراءات السلامة؟ أين الدفاع المدني؟، كانت تجول في خاطري هذه الأسئلة، فبمجرد مشاهدتي للمنازل والأبنية في حي البرشاء في دبي لمحت سلالم خارجية للطوارئ، موجودة من أعلى نقطة في المنزل إلى الفناء الخارجي، تسهل عملية النجاة في حال وقوع كوارث، بينما في منازلنا ومدارسنا لا تجد أي وسيلة لتحقيق النجاة، وكأننا محكوم علينا الموت داخل هذه الأبنية، وأضف إلى ذلك نغطي النوافذ الزجاجية، بأخرى حديدية تمنع الدخول والخروج من المنزل لحفظ الأمن له بأنفسنا، في حين عند وقوع أي كارثة نغرق في دموعنا حزناً على مبالغتنا للبحث عن الأمن وإهمال الأمان من الكوارث.
اليوم وربما غداً سنسمع عن قيام وزارة التربية والتعليم بإجبار المدارس على إجراء تجارب وهمية للحرائق، والتدرب على إخلاء المدارس، ودورات للسلامة الأولية، وكأننا نبحث عن فاجعة أولاً لكي نتعلم ونخطط.
رحم الله المعلمتين في مدرسة براعم الوطن في جدة، وشفى الله المصابات من الطالبات، وأعان الله وزارة التربية والتعليم وإدارة التعليم بجدة على خلق الأعذار، وإلقاء المسئولية على غيرهم، وتبرئة ساحتهم.
حسبي الله ونعم الوكيل بس وش ذنب الملك عبد الله الله يخليه لنا هو من المدراس يعني حيقد ورانا ورانا المفروض الشعب هم الي يصلحون بلدتهم المفروض لانو مللك هو مثلنا انشان ضعيف فحراام نضغطة فلا نقدر نقول الى حسبيالله ونعم الوكييييييييييييل