في قرارة نفسي أصنف بطولة أمم أوروبا كأقوى البطولات عالمياً، بل أضعها في القوة فوق كأس العالم، لذالك حرصت على مشاهدة مبارياتها منذ البداية، فلن تشاهد مبارة تجمع (إيطاليا وأسبانيا) و (فرنسا وإنجلترا) في مجموعة واحدة وفي الأدوار التمهيديه في غير هذه البطولة، وفي أعتقادي أيضاً من لم يشاهد مباريات هذه الفرق فليس له الحق في متابعة الكرة في غيرها.
بالأمس حزنت كثيراً على خروج ألمانيا على أيدي الطليان من نصف نهائي البطولة، فهذا المنتخب الذي أعتبره أعجوبة في الزمن الحالي بقوته وصلابته إلا أنه فشل في موسم 2008 من تحقيق البطولة وخرج من المباراة النهائية مهزوماً، وأيضاً لم يحالفه الحظ في كأس العالم 2010 وخرج بمرارة من الدور نصف النهائي ليحرز بعدها المركز الثالث في البطولة، نعم منتخب شاب حقق ببراعة ما لم يستطع أن يحققه أعتى المنتخبات.
حزني على رحيل المنتخب الألماني من البطولة يكمن في أحترامي لثلاث أشخاص يقفون خلف هذا المنتخب، وأعتبرهم القوة التي تصنع المعجزة، وأيضاً أعتقد أنهم سبب انتصارات هذا الفريق وهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والمدرب الألماني يواخيم لوف، واللاعب الرائع مسعود أوزيل، فلهؤلاء الثلاثة مفعول السحر على أداء الفريق، وبموجودهم معاً نرى أداء مختلف وقوة جبارة تقهر جبابرة كرة القدم.
فأنغيلا ميركل أو كما يحلو لي أن أناديها “خالتي ميركل” دائماً ما تحضر مباريات فريق بلادها وتتابعه أينما حل، يعجبني بإبنة القسيس هذه هو محافضتها ورقي أخلاقها مقارنة بقريبها الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، ففرحها عندما تحرز ألمانيا هدفاً عادة ما يكون باتزان لا يخل بهيبتها كحاكمة لألمانيا، ووجودها في الملعب يعطي اللاعبين قوة عجيبة تجعلهم يصولون ويجولون ويبدعون، كم أتمنى أن يقتدي من هم على رأس الهرم الرياضي عندنا بالمستشارة الألمانية التي لا ترتدي ما يماثل “المشلح” في المنصه، وهي بالطبع لا تضاعف المكافأة.
أما المدرب الألماني يواخيم لوف والذي استلم الفريق في 2006 بعد رحيل المدرب “يورغن كلينسمان”، والذي كان لوف مساعداً له قبل ذلك، ما يميز لوف هو قدراته التكتيكية، وأيضاً أعاد لوف صناعة المنتخب الألماني بدون أن يحصل على فترات راحة، فمنذ 2006 والمنتخب الألماني يتغير ويتجدد وتزيد قوته، ولوف يبهرك في الملعب بقوة الأداء وروعة الجمل التكتيكية التي يلعب بها الفريق، وقدرات اللاعبين ومثالياتهم، ليت من هم على رأس الهرم الرياضي عندنا يحضورون مثل لوف، وإن كنت أتمنى أن يدرب لوف نادي النصر لعله يعيد الحياة إليه.
أما اللاعب الرائع مسعود أوزيل فهو مثال أتمنى أن يحتذي به اللاعبين في بلدي، أحترمه وأعتز بكونه مسلم، هو جميل أثناء الأداء في الملعب، يبهرني أداءه ويعجبني إصراره، وما زلت أتمنى أن يحقق مع منتخب بلاده بطوله تخلد أسمه في التاريخ الرياضي الألماني.
ودعت ألمانيا البطولة وهي البطولة الثانية التي تودعها من نصف النهائي مع المدرب لوف وبوجود هؤلاء اللاعبين الذين يجبرونك على احترامهم، ولا أقول “إلا خيرها في غيرها خاله ميركل”.