(1)
بالأمس القريب كانت الهواتف المزودة بكاميرا تصوير ممنوعة في البلاد، واليوم من غير المستغرب أن نجد شخص يستخدم كاميرا التصوير سواءً كاميرا الهاتف النقال أو كاميرا أخرى، والمشكلة أنك لا تستطيع منع أحد من التصوير والأماكن العامة ملك مشاع، ولكن هل تقبل أن تكون جزء من ذكريات أحدهم؟..
(2)
بالنسبة لي أنزعج جداً من مشاهدة فلاشات الكاميرات، حتى أنني أمنع زملائي من تصويري بكاميراتهم الخاصة، وكثيراً ما أشيح بوجهي عندما يكون هناك تصوير فيديو، فكيف عندما أرى فلاشات كاميرا في مكان عام؟، فلسفتي في هذا الموضوع تكمن في عدم رغبتي بأن أكون جزء من ذكريات أحد، سواءً كانت هذه الذكريات سلبية أو إيجابية، فأنت لا تعلم كيف تستمر العلاقة؟، وكيف تتطور؟، وما ستئول له الذكرى بعدها؟.
(3)
ليس هذا السبب الوحيد، وإنما لماذا أكون جزء من ذكرياتك؟، وهل إذا رغبت في الحصول على نسخة من هذه الصورة ستمنحني ذلك بلا تردد؟، وهذا هو المستغرب فعندما تكون جزء من ذكريات احدهم، وكان في الصورة أنثى فلن تحصل على نسخة من الصورة بتاتاً، وللأنثى الحق في تذكر تلك اللحظات بشيء ملموس أمامها، بينما أنت ليس لك حق التذكر إلا طيفاً.
(4)
الصورة في الغالب ملك من ألتقطها، فله الحق في التصرف بها كيفما اتفق، وليس لك الحق في ثنيه عن ما قرر، وربما لا تعلم ماذا عمل في الصورة، طالما هو لم يقدر الذكريات فلن تجد من يحرص عليها، وربما لا تشكل له الذكريات شيئاً، مجرد صورة جميلة وضعها للتباهي بأنه يجيد التصوير.
(5)
الزمن يتغير ولا يدوم على حال، وهذه طبيعة البشر أيضاً، فكم من صورة استرعت انتباهنا في الإنترنت لأحدهم أصبحت مصدر للتندر عندما نقارنها بصورته الحقيقة الآن، فهل نحن نحتفظ بالذكريات لإهانة أصحابها مستقبلاً؟، هذا هو السؤال الأهم، لأن الهدف من التقاط الصورة يزول مع الوقت، ويبقى رهينة لذهن ملتقط الصورة هل يتذكر أم لا؟، وربما لا يتذكر شيئاً وتنتهي الذكرى، فلماذا تكون هناك ذكرى منذ البداية؟.
(6)
ذكرياتنا تبقى مع من نحب ويحبنا، أما أن تكون في صورة عابرة في الطريق أو في مكان عام فهذا شيء لا يدعوا للفخر، فأنت في الصورة عنصر مكمل للذكرى، أو لجمالية المنظر ولا حاجة لك من الأساس، فلماذا تلتقط الصورة وأنا فيها وتجعلني جزءً من ذكرياتك بينما الهدف غير ذلك.
(7)
خصوصية الفرد تنتهي بمجرد أن تدخل حيز خصوصية آخر، ربما من الصعب تحديد مدى الخصوصية، ولكن لماذا تنتهك خصوصيتي وتوثقها في صورة تبقى مدى العمر؟، ولعلكم شاهدتم في بعض البرامج التلفزيونية والتي يكون تصويرها في أماكن عامة أو أماكن تسوق كيف تلتقط الكاميرا هيئة الأشخاص على طبيعتها وبدون رتوش، ومتأكد من أن أغلبنا لا يرغب بمثل هكذا تصوير، فالذكرى إما أن تكون عنصر إسعاد لصاحبها، أو عدمها أفضل.
(8)
ويبقى السؤال الأهم : لماذا أكون جزء من ذكرياتك؟..
احترم جميع من لا يرغب بان يصور ولا انسى رغبته تلك او ان احاول ان اتصيده في غفلته الا اذا كان كبيرا في السن وله صلة قرابه فموضوعه يختلف .
لكن فلسفتك هذه اخالفك فيها لان هذه ذكرياتي كمصور ومحتفظ بالصوره ولو لم يهمني امرك لما كنت ابحث عنك لاصورك . خصوصا اذا كنت زميل او صديق .
نعم هناك من المصورين الذين لا يعطونك صور انت فيها وفي هذه اللحظه يحق لك ان لا يصورك مره ثانيه لانانيته لكن هناك من يرسلها لك قبل ان يراها .
يوجد في اسرتنا ” شايب” عندما يرى كاميرا يطلب تصويره ثم يرى الصوره بعد التصوير فان اعجبته والا طلب حذفها والتصوير من جديد .
دمت بخير
جميلة تلك الذكريات في الصور ولا خلاف في امر محبتك لتصوير الاخرين لك كذكريات ام لا، اعرف الكثير من من هم لا يريدون احدا ان يصورهم باختلاف الاسباب.
الغريب في الار لا تريد احداً ان يبقي ذكرى لصورك والذكريات انواعها كثيره منها الذكريات الزمنيه والمكانيه لا اعلم ان كنت ايضاً تمنع الاخرين من تذكرها، هذا ما اردت توضيحه حينما قرأت انك لا تريد ان تكون جزء من ذكريات احدهم
شكراً لكم على المرور.. أسعدني 🙂