نسمع عن نقابات للعمل والعمال في الخارج، ونسمع عن جمعيات لحفظ الحقوق في الداخل، صحيح أننا لا نرى لها جدوى إلا أننا نستبشر بها خيراً، أما أن نسمع عن هيئة لحماية أصحاب المهنة فهناك التباس في الذهن بين العمل الحكومي والعمل النقابي والذي يدافع عن حقوق العاملين بذات المهنة.
للأسف اسم “هيئة الصحفيين” هل يدل على خير؟، أم أنه مجرد محاولة لذر الرماد في العيون، فعند المجتمع أرتبط اسم الهيئة بمجموعة من المطاوعة الذي يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، بعضهم بأسلوب فج، والبعض الآخر بأسلوب لين، أما هيئتنا الموقرة “هيئة الصحفيين” فيبدوا أنها لا تعرف من الأسلوبين إلا الفج في التعامل مع أصحاب المهنة والتنكر لهم.
بالرغم من أن العاملين تحت مظلة الهيئة، انتقدوا على مر السنين الهيئة الأخرى على الأسلوب الفج في النهي عن المنكر، إلا أن هذا الأسلوب هو السمة البارزة لهم في التعامل مع أصحاب المهنة، وكيف ذلك والهيئة لا تفوت مناسبة أو تصريح صحفي أو لقاء تلفزيوني إلا وتتنصل من العاملين تحت مظلتها.
عندما تأسست هيئة الصحفيين لم تكن أكثر من تجمع للعاملين في المؤسسات الصحفية وليسوا ممارسي المهنة، وأرجعوا لكشوف الهيئة وستجدون أن أغلب الأعضاء هم من العاملين في هذه المؤسسات وليسوا من الصحفيين، والهدف الوحيد من ذلك هو … بل أترككم لتتوقعوه!..
هيئتنا الموقرة ومع بدايتها تنكرت للمتعاونين في مجال الصحافة، ورفضت أن تنصرهم أو حتى تعترف بهم، والآن بدأ رئيسها يتنصل من المتفرغين حسب ما قال في لقائه المتلفز في برنامج “في الصميم”، وألمح إلى أن المخول بالنظر في قضاياهم هي وزارة الإعلام فقط، ترى هل يعي القائمين على هيئة الصحفيين دورهم تجاه العاملين في هذه المهنة.
في اعتقادي أن هيئة الصحفيين والتي منذ تأسيسها إلى الآن لم تقدم ما يشفع لها أمام العاملين في المهنة، ولم تنصر أياً من أعضائها، ولم تقدم حتى خدمات بسيطة للصحفيين تحفظ بها ماء الوجه، للأسف لم تقدم إلا التنصل من العاملين تحت مظلتها، وعدم النظر في شئونهم أو مراعاة احتياجاتهم، وهي بذلك تدير لهم ظهر المجن، وتتركهم تحت نظر وسمع وزارة الإعلام بدون أن تنصرهم أو تقف معهم.
هيئة الصحفيين والتي شهدت انتخاباتها الأخيرة انسحاب إحدى أكبر الصحف منها، حيث لم تشارك لا بالترشيح أو التصويت أو حتى بالحضور، وهي بهذا الانسحاب تثير الكثير من التساؤلات؟، فهل هذا سيكون سببا في انقضاء عهد الهيئة بالدنيا؟، أم أن الدعم الحكومي الأخير هو من سينعشها ونرى لها صولات وجولات في كل شيء عدى إنصاف أصحاب المهنة.
أتمنى من كل قلبي أن تنجح الهيئة، فما الذي يجبر الصحفي سواءً المتفرغ أو المتعاون على العضوية في الهيئة سوى أن تقدم له الكثير من الخدمات والحقوق، وتنصرهم على مؤسساتهم الصحفية، وإلا فإن أسمها سيبقى مقترن مع عدم الوفاء وعدم تقبل واحتواء الآخر..