(1)
الفكرة ليست تجسيد الصحابة فقط، الفكرة أن يفتخر الأطفال بهذا الزمن وهؤلاء الرجال، أن نفتخر بالماضي التليد، ونفهم ذلك الجيل الذي دانت له أصقاع الأرض، الفكرة أن يجد أطفالنا قدوة لهم، يقلدوهم في كل شيء.
(2)
لن يؤثر بجيل اليوم حديث قصصي، أو صورة عابرة، وإنما سيؤثر فيه حتماً مقطع فيديو وصورة متحركة، أو لعبة تلهب المشاعر، وتحرك الأحاسيس، وتجعلهم يفهمون حياة المسلمون الأوائل، وهذا ما فعله مسلسل عمر، ولم يصل تأثيره للأطفال فقط وإنما تجاوز ذلك للشباب، حتى باتوا يرددون ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه الجليل، ومنها “لا يهزم جيش وفيه القعقاع”.
(3)
كانت نساء الصحابة كما أوضح مسلسل عمر يتحدثون معهم ويجادلونهم، وكان أول مراقب على السوق سيدة في عهد عمر رضي الله عنه، وأرجعوا إلى السير وستجدون من الصحابيات من كانت تمارس الأحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أفلا يستدعي ذلك أن نتلفت إلى المرأة في عهدنا ونجيزها في بعض الأعمال والتي أستأثر فيها الرجال.
(4)
جميل أن نخصص من الدعاء في الصلاة وغيرها لأموات المسلمين، فهناك من مات عقيم لم يرزقه الله بالولد، وهو في أشد الحاجة لولد صالح يدعوا له، ورمضان فرصة لتطهير النفس من كل أحقادها، فأدعوا في رمضان وغيره لهؤلاء من الأموات يرحمهم الله، وخصو من تعرفونه من أقاربكم، عسى الله أن يسخر من بعدنا من يدعوا لنا.
(5)
جميل أيضاً أن نناقش إمام المسجد في معاني وتفاسير الآيات التي قرأها، والأجمل أن يستجيب الإمام ويقوم الخطأ، وجميل أن نستمع لدعاء القنوت بتأمل، وأن نسأل الإمام عن ما استشكل علينا فهمه، لا أن نقول آمين على عبارة لم نفهمها.
(6)
رمضان يعلمنا الصبر، وطول البال، والتحمل، ولكن هل قبلنا هذا العلم؟، وأستشعرناه، ورضينا به، وأستفدنا منه، إنه الصيام مهذب الروح، وصيامنا في الصيف يزيدنا قوة، فهل تأملنا ما قدمنا في رمضان، وقيمنا ما قدمنا، ونحن ربما نكون في آخر ليلة في الشهر، والله يعتق من النار في هذه الليل ما يعادل ما أعتقه في كل ليلة من رمضان، فهنيئاً للفائزين بمغفرة الله ورضوانه.
تقويم النفس ومحاسبتها يجب أن يكون ديدننا طوال السنة، وكل ليلة من المهم أن نرى ماذا قدمنا في يومنا للآخرة، وماذا قدمنا للدنيا، ونشد العزم في الإثنتين، لنفوز بالدارين.
