قبل سنوات كنت أرغب في الدخول في محفظة استثمارية بنكية يقوم عملها على الادخار بغرض الاستثمار، بحثت جيداً في مميزات المحفظة وخدماتها وحاولت جاداً أن لا أضع مالي في محفظة ربوية، وأحببت أن استفتي فكلمت الشيخ المنيع ولم يفتني وقال “اسأل المفتي؟”، توقف الحماس وأحببت أن استشير من حولي، فقال لي بعض الزملاء لماذا لا تكلم المفتي كما أشار الشيخ المنيع..
أعلم مدى الضغط على هاتف المفتي حاولت الاتصال مراراً وتكراراً إلى أن أجاب سماحته، قلت له ببساطة “هناك بنك يقدم محفظة استثمارية لا تضمن رأس المال ولا الأرباح” فما رأيك، أجاب سماحته وقال “إن كان فيها ما تقول فليس فيها شيء”، ولكن الزملاء الذين استشرتهم لم يتركوني في حالي وقالوا لي أنت لم تفصل للشيخ ولم تذكر اسم البنك، وكأنهم يرشدونني لأفعل كما فعلت يهود “إن البقر تشابه علينا”..
استسلمت للأمر الواقع وعاودت الاتصال مرة أخرى بالمفتي وما إن قلت له أني أريد التفصيل حتى قاطعني وقال “الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس” لم استمر في المحادثة مع سماحته، إلا أن الزملاء لم يتركوني في حالي وقالوا “شفت المفتي إيش قال حرم هذا الأمر وقال ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس”، أجبت بأنهم لم يكن جاثماً على صدري ها أنا أحدثكم عنه ولم أكتمه، والمفتي أجابني في المرة الأولى وقد ذكرت له أصل الأمر، لم يصل نقاشي معهم إلى نتيجة ولكن أيقنت حينها أن لا استشير في أمور الدنيا أي شخص يدعي العلم سواءً زميل أو غير ذلك..
الآن تكونت عندي قناعة في الأمور المالية لا أستفتي إلا الشيخ د. يوسف الشبيلي أو الشيخ عبدالله المنيع بينما في غير ذلك إما المنيع أو إن لزم الأمر المفتي، وألتزم بالفتوى إذا كانت بالتحليل استمر في أمري، وإذا كانت بالتحريم ارتدع ولا أبحث عن شيخ آخر ليحللها لي..
ان الناس تتخبط وتفتي من غير علم كل على هواه … فهنيئا لك هذه القناعة الجديدة … فأنت على الصواب انشاء الله … الله يحفظ مشايختنا …
اكره التفصيل في بعض الامور, و ردي الدائم على المدعين بالعلم ان الرسول (صلى الله عليه و سلم) نهى عن كثرة السؤال!
رائعة قناعتك و تفكيرك..
هذه الحادثة ذكرتني بموضوع الـ(تشقير) أكثر العلماء كانوا محللينها ومع كثرة الأسئلة حولها غلب عليها التحريم! ليش? من أسئلة الحريم اللي مالها داعي واللي شكلها حواجبها مو ماشي عليها التشقير وما تبغى الحريم الباقيات يشقروا 😀
“الاثم ماحاك في نفسك” من جد أسهل طريقة لمعرفة الحلال والحرام!
روى شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، معلوم طول ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه مع ذلك كان في غاية الورع، فهو يقول في هذا الأثر- أي أرض تقلني؟! وأي سماء تظلني؟! إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم، أي أرض تقلني؟! يعني: تحملني، وأي سماء تظلني؟! يعني: أنني إذا قلت ذلك فقد تجرأت على الله تعالى؛ فأكون قد أخطأت فلا تحملني الأرض لعظم ما قلته، ولا تظلني السماء لكبر ما تقولته.
فاستعجب لجرأة البعض علي الفتوي بغير علم
صدقت