لحظة نفكر في القادم، ونتأمل كيف سيكون الواقع بعد سنوات قليلة، هل سيستمر البترول؟، هل سينخفض التضخم؟، وهل سنحتاج لسنوات ضوئية كثيرة كي نتطور ونرتقي؟، الأكيد أننا لم نتطور في ما مضى من سنين، ولم ننهل من الحضارة بشكل يجعلنا نصنف مع المتحضرين، ولم نثق في قدرتنا على مواكبة العصر.
نعم لدينا شوارع حديثة، ومطارات عتيقة، وبنايات شاهقة، وأثرياء يعرفون ما معنى المال فقط، لكن ليس لدينا أدنى شعور بأننا نعيش في مجتمع متحضر، تفكيرنا متقوقع في رحم الصحراء، وليتنا بقينا على هذا التفكير لأن أجادونا لو عادوا لعرفنا أنهم يفكرون أفضل منا.
كنا نعقد الأمل بأنه سيأتي اليوم الذي نصبح فيه مسلمين حقاً، ولا يحتمل أن نرى ما يسمى فساد، أو تحولنا رغباتنا للبحث عن ما يكنى واسطة، أو نشاهد عثراتنا في مشاريع متعثرة أو سرقات مالية، أو عنف تجاه من يطلب الحق، كنا نعقد الأمل بأنه لن يدوم الحال على هذا الوضع المأساوي.
ولكن تمضي الأيام ونعرف أنه لا أمل في التغير، حتى الثورات لم تغيرنا، اقتتلنا على منصب وتركنا البلد يرثي لحاله، لا جديد يذكر ولا حتى تطور يعتد به.
ولكن هل نفقد الأمل ونمضي لنترك البلد كما هو، واسطة تستشري، وهي أحد أركان الفساد التي ألبسناها حجة الشفاعة لنقول أنها حلال، وهموم تعصف بالأمة، أم نضل نواصل الهتاف لنتحرر من القيود التي تكبل أيدينا أجمعين.
من الصعب جداً أن نقول أننا نبحث عن خلاص من وضع متهالك، ونحن لم نحاول أن نغير ما في أنفسنا، لم نحدث من طباعنا، لم نكبح رغباتنا التي تفرض علينا أن نبحث عن واسطة لكي نحل أمورنا، لم نعود عقولنا على رفض كل المغريات التي تجبرنا على الخوض في الفساد.
عندما نغير أنفسنا سننتصر..