بالأمس قالت أبنتي “بابا شوف السوريين عندنا مبسوطين وبلدهم مدمر”، كانت الجملة كالصاعقة على ذاتي، لا تبقي ولا تذر، فالوطن ليس كلمة فقط، الوطن مكان إن كان يجمعنا، فلابد أن لا يظلمنا، أن لا يقصينا، أن لا يسفك الدماء للحفاظ على كرسي الرئاسة، الوطن لا يسلبنا وجودنا، الوطن لا يحرقنا من أجل شخص، الوطن لا يسرق الحاضر منا، بل يمنحنا المستقبل.
الوطن يا إبنتي ليس تراب يضمنا بدون أن يمنحنا الحقوق، الوطن ليس مساحة تحتوينا لتستعبدنا وتبطش بنا وتهلكنا، الوطن مساحة تحتوينا ونأمن فيها العيش بحرية.
الوطن هو الحرية التي نحلم بها، وليس القمع الذي يحجب كلمتنا ويجعلنا نردد ما لا نرضاه ولا نرغب به، الوطن هو الحياة.
الوطن ليس الخوف من المستقبل والحنين للماضي، الوطن هو أمان المستقبل من كل منغصات الحياة.
الوطن ليس مساحة لنأكل فيها وننام، الوطن مساحة نقول فيها الرأي بلا تردد، والرأي يسمع ويعمل له ألف حساب.
الوطن هو المكان الذي يحترم فيه وجودك، الوطن هو أن تعرف معنى رغد العيش، لا أن تعرف معنى الخوف والجوع.
الوطن ليس المكان الذي يؤمن لك الاحتياجات الضرورية للعيش فقط، بل المكان الذي تباهي فيه بين الأمم وتفتخر بأنك منه لأنه يعطيك كل شيء ولا يحاسبك على أي شيء.
الوطن ليس واسطة تقصيك وتمنح حقوقك لغيرك.
الوطن ليس وظيفة تمنحك مساحة بسيطة للحياة فقط.
الوطن ليس زنزانة تكبلك بالقيود..
الوطن ليس تفرقة بين الناس بناء على ألقابهم ومسمياتهم وإنتمائهم..
الوطن يا ابنتي ليس كلمة فقط، الوطن جملة ومعنى واحتواء وحرية وطموح.
الوطن أيها السادة يعني الحرية وليس الإمتهان والعبودية، وأي مكان لا يمنحك كامل حقوقك لا تستحق أن تعيش فيه.
الوطن هو حلم لم يحققه العرب..