هذا رمضاني السادس معكم صحبتكم فيه في تدوينة يومية بالرغم من أنني مقل جداً من التدوينات قبل رمضان، إلا أنني لم أستطع منع نفسي عن الكتابة في رمضان، حتى الوقت يتيسر ويصبح من أسهل ما يكون، في هذا العام كانت الكتابة قبل صلاة الفجر.
رمضان شهر التغيير، شهر نحاول أن نعالج فيها بعض العادات السيئة في غيره، وبالفعل نستطيع ذلك خلال فترة الصيام فقط، وبعد الصيام نعود إلى سابق عهدنا وكأن شيء لم يكن.
جميل أن نستطيع التحكم بالنفس ومقاومة المغريات، وجميل أن نستطيع المحافظة على هذه القوة، ولكن غير الجميل أن نعود كما كنا بعد أن ينتهي رمضان، وكأننا لم نتغيير أبداً.
الشيء بالشيء يذكر، عندما لا تتغير ولا تساير المجتمع سيأتي يوم ويغيروك، وتتحول حياتك من نقطة التركيز، إلى فزاعة ملقاة على جانب الطريق، فتحين وقت التغيير وبادر ولا تتردد.
مديري الأسبق لم يساير التغيير، وأنتهى به المسار خارج اللعبة، فأحياناً تحتاج أن تتعلم كيف تحني رأسك لتمر الرياح ولا تقاومها، مثل ما حدث في الثورات العربية، عندما لم ينحني الرئيس كسر.
عن التغيير نتكلم وليس عن الإقصاء، فالأول أن تكون من ضمن اللعبة، تديرها من منظورك الخاص، وتتحرر من القيود، أما الثاني أن تبعد على غير رغبة منك، توضع على الرف وتبقى شماعة للأخطاء.
رمضان هذا العام لم يكن التعب منه بسبب الجوع أو العطش أو النهار الطويل، بل بسبب قصر مدة الليل، بالنسبة لي هذا الرمضان كان أسوأ رمضاناتي على الإطلاق.
مشكلة رمضاني هذا أنه أتى وكان لدي التزامات مسائية كثيرة، فمثلاً لدي مشوار للمستشفى كل مساء، وعمل يبدأ الساعة العاشرة مساءً، وغيرها من الآمور الكثيرة التي واجهت صعوبة كبيرة في التوفيق بينها، والعامل المشترك بينها أنها لا بد أن تنفذ في المساء.
الحمدلله إنتهى الشهر الفضيل على خير، وأصبحت كل المعاناة التي صحبتني منذ أيامه الأولى مجرد ذكريات، فالحمد لله على نعمه العظيمة.