لا يختلف اثنان على أن بعض الوعاظ ورجال الدين يستطيعون اقتطاف الابتسامة من الشفاه، بل يصنعون الضحكة المجللة التي لا يستطيع أحد صناعتها، فالأسلوب المرح الذي يتحلون به يجعل المتلقي لا يمل الحديث، على عكس البعض الآخر والذي بالرغم من غزارة علمه إلا أنه يفتقد الاسلوب الأمثل في التعبير وكسب رضا المتلقي.
لسنا هنا نريد الحديث عن الطرف الآخر وإنما لنا رغبة في الحديث عن الطرف الأول، من يستطيعون صناعة الابتسامة، وانتزاع الضحكة، والدخول إلى القلوب، أصحاب الأسلوب الشيق، والابتسامة المشرقة، وروح الدعابة الحاضرة، هؤلاء هم من نريد الحديث عنهم، فهم في طريقة تعاملهم مع المتلقي يتبعون أسلوب الستانداب كوميدي، ومع ذلك لا يستغلون الموهبة التي يتحلون بها، بالرغم من أنهم يتوجهون بموهبتهم لشريحة معينة من الشباب الملتزم، ولم يحاولوا توسيع دائرة اهتماماتهم، فهل يتغير هذا الأمر؟.
هؤلاء الوعاظ لم يفكروا في تغيير الفئة التي يستهدفونها من الشباب، أو تغيير أسلوب الدعوة إلى الآن، فلا أتوقع أن هناك أسلوب حصري للدعوة يشترط أن يكون الداعية في مسجد أو في مخيم شباب حتى يمارس الدعوة، فلماذا لا يتغير الأسلوب وتتغير الفئة المستهدفة بالدعوة.
تجديد الوعاظ في أسلوب الدعوة وفئة الشباب التي يستهدفونها سيكون لها أثر كبير في تحقيق الأهداف السامية، ولعلنا مؤخراً شاهدنا كيف يتعامل بعض الوعاظ من خلال الشبكات الاجتماعية مع الشباب، وكيف تكون ردودهم التي يكون جانب الفكاهة هو الغالب عليها، وكيف يتم تبادل هذه التغريدات هنا وهناك بين الشباب، ليس هذا فحسب بل أن كبار رجال الدين يتبعون هذا الأسلوب في دعوتهم إلى الله وعبر برامجهم الإفتائية، تتداول هذه المقاطع المرئية بين الكثير من الشباب لتصبح هي مصدر الابتسامة.
نجاح هذه المقاطع وهذا الأسلوب ألا يجدر أن يفكر فيه هؤلاء الوعاظ لينتهجو بعد ذلك أسلوب الستانداب كوميدي ومن خلال المسارح يتم تقديم فقرة بهذا الأسلوب لم يحضر مثل تلك الحفلات، يكون باطن هذه الفقرة الدعوة إلى الله وظاهرها خلق روح الابتسامة، وهذا من شأنه كسب فئة جديدة من الشباب لم يستطيعوا الحصول على صديق يساعدهم على العبادة.
من المهم جداً أن ينتهج رجال الدين والوعاظ أساليب حديثة تكون قريبة من النفس، وغير منفرة للشباب، يكسبون من خلالها آلاف الشباب، فاستخدام أساليب العصر الحديث هي الأكثر جدوى لدى شباب اليوم.