إنتهت مباراة الأمس بعد أدت الكتيبة الجزائرية مبارة رائعة، ومستوى ممتاز، كنا نود أن يتوج إنجازهم هذا بالمضي قدماً في كأس العالم، ولكن الضروف لم تساعدهم على ذلك، وبالرغم من هذا فقد كان الجزائرين على قدر التحدي وأحرجوا الألمان كثيراً.
بالعودة إلى الوارء قليل ذات الفريق الألماني قابل الفريق السعودي وخسر الأخير منه بالثمانية أهداف، في مبارة لم يكن لها من اسمها أي نصيب، واليوم والجزائر تلعب تأكدنا أن الإنجاز لا يأتي فقط عبر الكلمات، وإنما يحتاج لجهد عالي، وهمة كبيرة، لا يعرفها من يجيد اللعب داخل صحون “المفطحات”.
شتان بين 2002 و 2014 فالأول مثلت السعودية فيه العرب قاطبة، وعدنا نجر أذيال الخيبة وكأننا لا نعرف ما معنى التخطيط، نريد أن نفوز ولا نعرف ما هي الطريقة ولا كيف هي الكيفية التي تساعدنا على النجاح، بينما في 2014 عندما مثلت الجزائر العرب في المونديال ونجحت باقتدار، صحيح أننا كنا نود منها أكثر من ذلك، ولكنها حققت الهدف.
دائماً وجود الجزائر في المونديال يعطي نكهة مختلفة، فهي تلعب وتمتع وتفرض احترامها على الفرق الأخرى، بينما غيرها من الدول العربية تكاون استراحة المحارب في المونديال لتستمتع الفرق الأخرى بتجاوزها.
اللون متشابهة، واللغة متفقة تماماً، ولكن الأداء كان الأفضل من الجزائر، نتمنى أن يكون المنتخب السعودي قادر على صناعة التحدي في البطولة القادمة من كأس العالم، لا سيما بعد التغييرات التي طالت أعلى هرم في السلطة الرياضية في البلاد.
وتغيير أعلى هرم لا يكون له جدوى كبيرة بدون العمل على عدة نواحي، من أهمها تخصيص الأندية الرياضية والخروج بها من تحكم صاحب المال إلى الدخل الثابت والمستمر، وأيضاً دعم الاحتراف الخارجي من أجل صقل المواهب المحلية لتنافس بها الدول الأخرى، وأيضاً البحث عن المواهب داخل الأحياء، ودعم الرياضة المدرسية.
ولا ننسى أننا هنا نمارس كرة الطائرة في الاستراحات، ويمارس أبنائنا كرة القدم في الأحياء، فلماذا لا يستثمر في البلد الحب الموجه للكرة الطائرة ويستغل من أجل رفع شعبيتها المشاهدة والوصول بهذه الرياضة للمحافل الدولية.