عشرة أعوام مضت منذ إطلاق برنامج الابتعاث وافتتاحه بمصراعيه أمام الشباب السعودي ليتم ابتعاث آلاف الطلبة والطالبات، وقبل ذلك بأعوام عديدة وسنوات مديدة كانت الدولة تبتعث وبمختلف الفئات من أجل أن تطور من شباب البلد، ولكن هل تغير شيء؟.
ترى هل شاهدنا بعد هذه السنوات تغيير في شيء سواءً في داخل البلد، أو على المستوى الثقافي للمبتعثين، للأسف لا جديد، جل هم المبتعثون على أختلاف مشاربهم هو الحصول على وظيفة حكومية وممارسة الروتين السعودي بكل مشاربه، وكأن سنوات الغربة لم تجدي نفعاً مع هؤلاء الشباب.
في ديار الغربة كما ينقل لي بعض الزملاء أن ممارسات الشباب السعودي هي ذاتها لم تتغير، جلسات استراحات الرياض ولعب ورق وغيرها من الممارسات نقلت من مدن المملكة إلى ديار الغربة، ولم يتغير شيء على الشباب، فكيف نعول عليهم في الحصول على ثقافة بلد ووعي مستمر.
في اليابان والتي كان سكانها يعيشون في عزلة، بحثوا عن طريقة في أن يدمجوا اليابانيون مع الشعوب الأخرى فلم يجدوا أفضل من الجامعات المحلية والمدارس، وذلك من خلال استقطاب طلاب من دول مختلفة تكون دراستهم على حساب اليابان، ويستفاد منهم في نقل ثقافة بلدانهم واستعراضها أمام طلبة المدارس.
وأيضاً من خلال الجامعات باستقطاب محاضرين من مختلف الجنسيات يقومون بتدريس الثقافات المختلفة لأبناء البلد، وأحياناً كما حصل مع زميل علي (سوداني) حيث درس اللغة اليابانية ومن ثم حصل على الماجستير فالدكتوراه على حساب الحكومة اليابانية، ومن ثم تم تعيينه محاضر في الجامعة ليدرس الثقافة العربية باللغة اليابانية للطلبة اليابانيون.
على مر السنوات لم يتغير أو يغير المبتعثون السعوديون شيئاً، ذات التصرفات التي نستنكرها فيهم كل يوم، وذات الثقافة الضحلة التي ذهبوا بها وعادوا بها، وكأن سنوات الغربة وأساليب الدراسة لم تغير فيهم شيئاً، أو تطور من محدودية تفكيرهم.
أستثني من ذلك فقط مبتعثو أرامكو والتأمينات الاجتماعية الذين يذهبون هناك ويعودون وقد كسبوا جملة من المعارف، والكثير من الثقافات ومن ثم يغيرون في شركاتهم للأفضل، وذلك بسبب وجود متابعه عليهم من جهاتهم، وأيضاً هدف واضح وصريح ذهبوا لتحقيقه.
كلن يرى الناس بعين طبعـه