لكل جواد كبوه، هذا المثل الصحيح الذي يجب أن نقوله بعد هزيمة البرازيل، ولك الكبوه هذه المره لم تكن بسيطة وإنما مدمرة، فهذا جيل نشأ على أنهم هم أسياد العالم في كرة القدم، تعلم أنهم هم المنتخب الوحيد في العالم الذي يكون الفارق بينه وبين الآخرين الضعف، فالبرازيل حققت كأس العالم ست مرام، بينما لم يتجاوز منافسيها المرات الثلاث.
هزيمة البرازيل تعطينا دروس كثيرة من أهمها أنه إذا وصلت للقمة فضاعف جهودك لكي لا تسقط في الهاوية، فلا يوجد شيء أسهل من هدم البناء، وهذه الهزيمة الثقيلة ستبقى علامة عار في مسيرة الكره البرازيلية، فحجم العمل لا بد أن يتضاعف عند الوصول للقمة.
قبل رمضان بأيام قليلة كان لي حوار مع مديري في العمل قلت لها أنه إذا أقتنعنا أننا وصلنا للكامل فأعلم أن هذه القناعة ستكون الطريقة الأسرع للهبوط للقاع، فالوقوف على رأس الهرم يعني أن تحافظ على مكانك وتعمل أكثر بكثير من ذي قبل لكي تحقق أسمى الغايات.
مدرب البرازيل لم يحسن إنتقاء اللاعبين فبانت العورة مع من أول خطوة، وما إن أصيب نيمار حتى بدأ الفريق المتهالك حيث لم يصمد أكثر من خمس دقائق، وهذا يعطينا درساً مهم وهو الإحسان في أختيار الشركاء، فشريكك في العمل أو الحياة لابد أن يكون على قدر المسئولية، ويتحمل غلطاتك، ويقف إلى جانبك، ويسند عثرتك، ويعوض غيابك بأقوى من ما تتصور.
الاستفادة من الأخطاء ومعالجتها في أسرع وقت، هذا درس أخر من هزيمة البرازيل، فمنذ بداية البطولة أو ربما قبلها والنقاد يقولون أن هذا هو أضعف منتخب برازيلي، ومع ذلك لم ينتبه مدرب البرازيل لهذا الأمر، ولم يحاول التغيير وحسن الأختيار للوصول إلى فريق مثالي لا يشق له غبار.
مدرب البرازيل أيضاً لم يسمع للأصوات من حوله، لم يحاول أن يقيمها ويستمع لها، ويحاول أن يتجاوز إلى الرأي الصواب، ويترك عنه الرأي الأوحد، وهذا يعطينا درس آخر وهو أن نستمر بتقييم آراءنا ونراجعها، ومن ثم نحاول أن نغير آراءنا لما يحقق لنا النجاح والتفوق.
الدروس كثيرة من هذيمة البرازيل فقط لنفكر قليلاً بحالنا، ونبتعد عن التغني بالإنتصارات، ونركز على الهدف ونشحذ له الهمم، فالتاريخ يرصد لنا أن ألمانيا فازت خمسة مرات على البرازيل، بينما فازت البرازيل في 12 مره، وهذا لم يمنحها التفوق وإنما سقط بها للهاوية لتنهزم بالنتيجة الثقيلة، فليتنا نتعض من أخطاء غيرنا.