“شر البلية ما يضحك”، أن تسمع من يسأل عن الحديث مع المحبوبة في نهار رمضان هل ينقض الصوم أم لا، وهل هو حرام أم لا فهنا تستشعر معنى سذاجة السائل وسذاجة السؤال، فالإثم واحد سواءً في رمضان أو غيره، فالفرق بين رمضان وغيره هو فقط الامتناع عن الأكل.
“انا بحب واحده ووالدتها عارفه وأهلي عارفين فهل كلامي معها في الموبايل في نهار رمضان حرام؟ او انه يفسد الصوم او يضيع اجره؟”، هذا كان نص السؤال فإذا كان الجميع يعرف عن هذا الغرام فما هو الخطأ في ذلك.
الشيخ الذي أفتى في السؤال أجاب أن ذلك حرام، ولا أريد أن أتدخل في الفتوى أو حتى مناقشتها وإنما أريد التفكير بعقلانية قليلاً بعيداً عن التشجنات والعصبيات، فما الفرق بين الغزل في نهار رمضان عن الغزل في غيره، كلاهما سيان، شاب وفتاة في خلوة هاتفية، فهل هذا صحيح؟.
أيضاً لا أريد الدخول في مدى صحة هذا الأمر من عدمها وإنما أريد القول بأن الإثم سواءً وقع في رمضان أو في غيره فهو واحد ولا يتغير، ولا يغير الصيام شيء يذكر، والفتوى في هذه الأمور عندما تحرمها في رمضان فهي تحللها في غيره، فمن وجهة نظري أنه لا يجب الإجابة عن مثل هذه التساؤلات، أو الإجابة بالعموم لتكون الفتوى شاملة لرمضان وغير رمضان.
يجب على أصحاب الفتوى التفريق بين الفتاوي الخاصة بالصيام وغيرها، ويجب عن الإجابة الفصل في ذلك، فمن غير المقبول أن يتم الافتاء بالحرمة أثناء الصيام فقط لأن ذلك سيؤدي لأن تكون المعاصي في الليل.
الصيام يقطع المجال أمام المعاصي، لأن الانشغال عن الأكل والشرب واستشعار الجوع يجعل الأنساء يستشعر ألم المحتاجين، ويحس بمدى معاناتهم، فالسائل الذي يغازل وقت الصيام لم يستشعر فوائد الصيام الجمة، ولم يستشعر معنى الجوع، فكيف تتحقق فوائد الصيام يا صاحبي.
نعود في ختام الحديث للحب، فالحب مشاعر سامية لا يعرفها الكثيرون، وليس الكلام الهاتفي أو الغزل من الحب في شيء، الحب هو بلسم الحياة والنجاح من الجراح، الحب هو الثورة على الذات وتفضيل الطرف الآخر عيها، الحب هو نور القلوب الخالد، ولنا في الحب أحاديث كثيرة.