تخيلوا لو نفوز بكأس العالم هل سنحتفل كما فعل الألمان، أعتقد أن أول ما نفكر فيه هو صحن المفطح لنطفح، والاستراحة لنجد الراحة من صوت السفاحة، هذا إن صح الحلم، وصدقت الرؤيا وفزنا على أساطير العالم بخطط ممنهجة ومدروسة، وبالتأكيد المكافأة مضاعفة.
بالأمس شاهدنا كيف أحتفل الألمان بفوزهم وكيف دخلت الزوجات والعشيقات إلى الملعب ترتدي كل واحدة فيهن قميص يحمل رقم صاحبها، فكأن اللاعبين يقول أتينا بالكأس بفضل رعايتكم لنا وأهتمامكم بنا، صبرتم شهر كامل على عمل شاق في كأس العالم وحان الدور لتحصلو على التقدير والاحترام، فأول ما نتذكر أنتم، وأول من نهديه الفوز أنتم، وأول من نحترمه أنتم، فكانت أروع مثال لاحترام النساء.
أعتقد أننا لا نقوم في ذلك مع أن النبي الأمي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء خيرا، ومع ذلك لا يذكر أحداً من زوجته وهي بالتأكيد عشيقته وخليلته عند الانتصار، وربما أو ما يفكر به هو كيف يشبع غرائزه ويأتي بأخرى على سنة الله ورسوله تكون لها ضرة، تقلل من قدرها واحترامها، وتمتهن وجودها، حتى نتذكر بعد حين أن “القديمة تحلى”.
تقدير النساء كما فعل الألمان شيء من الصعب أن نشاهده بأريحية في بلدنا، لا نجزم هنا أن كل الألمان يقدرون النساء، ولكن على الأقل كان ذلك عياناً بياناً أما سكان القارات، والسيدات يحضين بكل التقدير والاحترام، وبدون أن ينبس أحد تجاههن ببنت شفة.
النساء شقائق الرجال وأحترام المرأة من الأمور التي ما إن يتبناها مجتمع بعينه حتى تراها فاق الأفق، وحقق النجاح تلو الآخر، فلن يتطور مجتمع بدون أن تكون المرأة عنصر أساسي مساهم في هذا التطور، بدون أن يكون لها دور واضح وصريح، فالصحابيات رضي الله عنهن شاركن في الغزوات وقمن بأدوار متعددة وساهمن في تحقيق النصرة للدين، واليوم تساهم المرأة بقوة في تطوير مجتمعنا، ولكنها لم تحضى بكل حقوقها، إلا أنها صابرة ومحتسبة إلى أن يتحقق لها النصرة.
بعيد عن كل المنغصات وبتجرد، أحتفل الألمان على طريقتهم، فلا يعني ذلك أن حياة النساء في ذلك المجتمع كاملة وبدون منغصات، لا هناك أمور كثير ضد النساء هناك، ولكن هم استطاعوا أن يقدموا صورة حسنة عن بلهم، وأنه يحترم النساء، فمتى نستطيع التعلم منهم ونروج لبلدنا بشكل ايجابي.