فهذه الأجواء الحارة وقبل موعد الإفطار أشاهد في الغالب الكثير من السعوديين يمارسون رياضة المشيء، صحيح أن الغالب فيهم نساء إلا إن هذا الأمر مفيد من عدة جوانب من أهمها أنه يساهم في حرق مخزون الدهون قبل الإفطار، ويزيد عمليات إنتاج الطاقة داخل جسم الانسان، وأيضاً زيادة كفاءة عمل الكبد وتنشيط عملية التنشيط الغذائي، والأهم من هذا كله المحافظة على الوزن بعد الأكلات الدسمة في رمضان.
بالتأكيد رمضان فرصة لتخفيف الوزن إذا ما اقترن ذلك بالمحافظة الجيدة على التمارين الرياضية مع حمية رياضية ممتازة، فصام خمسة عشر ساعة سيكون لها تأثير ايجابي على الجسم، بالإضافة إلى أن الرياضة في رمضان مع الصيام خفة الجسم تساعد على رفع معدل اللياقة البدنية بشكل كبير، ولكن هل كان هذا التحول في المجتمع وليد هذا الرمضان فقط.
خلال الثلاث سنوات الأخيرة بات جلياً للعيان كثرة النوادي الرياضية، وكثرة العروض عليها، ولم يقتصر الأمر على النوادي الرياضية الرجالية، بل حتى النوادي النسائية أصبحت هي الأخر منتشرة، وزادت أيضاً الرغبة في إجراء عمليات تكميم المعدة وقصها وشفط الدهون، حتى لا يكاد نجد أحد في المجتمع لا يعرف أحداً أجرى هذا النوع من العمليات، لم يصل المجتمع إلى مرحلة الهوس بالرياضة التي نشاهدها في ديار الغرب، وإنما هي ملاحظة وفي كل مكان في المملكة.
وبدأ ينتشر في السعودية أيضاً محلات بيع الأكل الصحي، وحتى المطاعم المشهورة أصبحت تقدم مثل هذه الأنواع من الأكل، فتجدهم يتسوقون لأكلهم بأنه خالي من الزيت، أو لا يحتوي على كولسترول، أو أنه غير مملح، أو أن نسبة السكر فيه منخفضة وهذا عامل إيجابي من صحة المجتمع.
الثقافة الرياضية أصبحت منتشرة في البلاد وبين العباد، لم نصل لمرحلة النضج الصحي بعد إلا أنها مرحلة ما قبل النضج، لأنه للوصول لهذه المرحلة لابد من تغيير عاداتنا الغذائية ومن أهمها تغيير الأكلات الدسمة مثل “المندي” و “المثلوثة” و “الكبسة”، وأهمها تغيير أسلوب الولائم الكبيرة والتي تقوم على “المفاطيح”.
بالنسبة لي متفائل كثيراً بالتغير الذي يحدث في المجتمع، وأتمنى أن أبدأ معهم في التغيير من نفسي، هو تخوف بسيط لدي متى ما استطعت التغلب عليه سأنطلق بالسرعة نحو التغيير الصحي.