العقاب الياباني

أتعرفون الجلسة التي نجلسها أثناء التشهد في الصلاة، هذه الجلسة يجلسها اليابانيون في كل أوقاتهم، إذا اجتمعوا لتناول الطعام أو إذا جلسوا في احتفال شرب الشاي وغيرها كثير، أحياناً يجلسونها لوقت طويل يتجاوز الساعتين بدون تعب أو ملل أو حتى إرهاق وكأنهم مولودون وهم هكذا جالسون، ولمن لا يستطيع الجلوس بنفس الطريقة فهناك كرسي صغير من الممكن أن يساعده على هذه النوعية من الجلوس..

استغربت من قدرتهم على الاستمرار لأوقات طويلة بينما أنا لم استحمل جلوسها في أحد الفصول الاختيارية الخاصة بتعليم ثقافة أهل أوكيناوا وكانت مدة الفصل الواحد أكثر من الساعة والنصف، بينما أراى من حولي من اليابانيين وهم مستمتعون بوضعية الجلوس تلك وخصوصاً تيك السيدة العجوز التي ترافق المحاضر دائماً وتقوم بعمليات الترجمة من اليابانية إلى الإنجليزية..

في أحد الفصول قلت لها أننا نجلس بنفس الطريقة أثناء تأدية الصلاة، فكانت إجابتها سريعة “إذاً أنت متعود على هذه الجلسة ولا تتضايق مثل غيرك”، أجبتها بأننا نجلسها لوقت محدود وليس مثلكم لساعات طويلة..

كانت إجابتها سريعة أيضاً إذ قالت لي “أتعلم كيف تعودنا على ذلك.. منذ أن كنا صغاراً وعندما نخطي أو نسبب الإزعاج لأهلنا لم يعاقبونا بالضرب أو الحرمان من ملذات الحياة، بل كانوا يعاقبونا بأن نجلس مثل هذه الجلسة حتى نتعود عليها من صغرنا ولا نتضايق منها في كبرنا، وأنا الآن أفعل نفس الشيء مع أبنائي حتى أعودهم على هذه الوضعية”..

أعجبني ردها فحتى عقاب الأبناء عندهم فيه تعلم واستفادة بينما نحن نعاقب بالضرب والسب والشتم والحرمان من ملذات الحياة وأنا أولكم، فهل نستطيع تغيير عادتنا هذه في العقاب..

تذكرت هذا الموقف عندما قرأت قصة ميجي في مدونة اللغة اليابانية..

9 قراء تعجبهم التدوينة.

أعجبتني

غير معجب