تشير الاحصائيات إلى أن 10% من الأطفال يستخدمون الهواتف الذكية قبل بلوغهم سن الثلاث سنوات، فالهواتف الذكية أصبحت أول شيء يتعلمه الجميع حتى قبل الكلام، فجيلنا الحالي بات لا يستغني عن الولوج للإنترنت، وتصفح الشبكات الاجتماعية، وممارسة هواية الثرثرة الافتراضية، وإلغاء الخصوصية الفريدة، للدخول في عالم المشاع، حتى أصبح الجميع يعرف ماذا تأكل؟، ومتى تنام؟، وما تمارس الأشياء الأخرى!!.
“قبل أن يرتد إليك طرفك”.. أصبحت هذه العبارة هي السمة الأبرز لهذا الجيل، فهو يعرف ما يحدث لحظة وقوع الحدث، فالكل أصبح مراسلاً صحفياً، يحاول جاهداً أن يكون صاحب السبق في ايصال الخبر للجميع، وحتى النقاشات أصبحت تدور مع الحدث، فأنت تعرف انطباع المجتمع عن حلقة مسلسل معين قبل أن تنتهي، وتعرف مدى تقبل المجتمع لوزير جديد قبل أن يلقي القسم ويباشر مهام عمله، بل ويعزل الجيل الرقمي من لا يؤدي دوره على الوجه الأكمل.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما عرف مبكراً قيمة الجيل الرقمي، ووجه خطابه إليه مع حملته الانتخابية الأولى، واقنع مجموعة الناخبين من هذا الجيل ووصل محققاً الأولوية في أمور كثيرة كرئيس دولة، بطبيعة الحال فهم طبيعة الجيل ولم يتفهم هذه الطبيعة من المضاهرات أو الثورات، ومن ثم أتى لهم بالأسلوب والطريقة التي يقبلونها، حاورهم ووجه خطابه لهم فأنتصر بهم ولهم.
والآن جاء دور قيادتنا التي تعودنا عليها مبادرة، فأبو فهد قال عبر وسيلة هذا الجيل المفضلة تويتر “هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك”، ليقوم أكثر من 160 ألفاً من الجيل الرقمي بإعادة التغريد بتغريدة الملك، وذات الأمر انطبق عندما أتت تهنئة الملك من خلال تويتر، فهو خص بها الجيل الرقمي والذي هو غالبية مجتمنا.
الجيل الرقمي لم تعد تستهويه طرق التواصل التقليدية، لم يعد يقرأ صحافة، ولا يشاهد نشرات أخبار، وبات يحب المعلومة الخفيفة والتي تأتي إليه، والخطاب اليسير المختصر، لذا ينجح من يخاطب هذا الجيل بذات اسلوبه، بالرغم من أن هذا الجيل أضحى يهجر الكلمة إلى الصورة والمقطع، وبدل “تويتر” و “فيسبوك” بقاهر الخصوصية كما أحب أن اسميه “سناب شات”، فهل نتفهم الجيل الرقمي؟.
تفهم الجيل الرقمي هو أول طرق النجاح في هذا الزمان، ونحن نرى كيف يتسابق الوزراء لإعلان انجازاتهم عبر سبل التواصل مع الجيل الرقمي، حتى أنك تعرف نتائج اجتماعاتهم قبل أن تنتهي الاجتماعات، ولكن حذار من الاحتراق أمام هذا الجيل.