ليس من القوة بمكان أن يروع الأبرياء في عباداتهم، أو أن تستغل الاختلافات المذهبية لكي ننال من بعضنا، أو أن تستغل صفة كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرضها علينا بالقوة، فمصادر التشريع الرئيسية أمرين كتاب الله وسنة نبيه، أما ما سواهما فهي اتفاق ينطبق في زمان ومكان ولا ينطبق في غيرها.
أيضاً استغلال يوم الجمعة والذي يعتبر عيد لدى المسلمين، ويوم راحة في كافة الدول العربية والاسلامية للترويع أمر يدل على عدم وجود ايمان حقيقي لدى منفذ العمليات الإرهابية، فكيف يستقصد الآمنين في دور عبادتهم، وهم يؤدون شعيرة من شعائر الله، فرضها علينا وأمر بها، حتى قال رسوله صلى الله عليه وسلم “والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما”.
الايمان الحقيقي لا يكون بقتال المسلم، حتى ولو كان على معصية، فالحدود كانت تنفذ من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، ومن بعده يأتي من هو على رأس الهرم لطلب تنفيذ العقوبة، فالحدود لم تترك لنفذ من قبل العامة، وإنما نهج في الصحابة من بعد رسولنا ذات النهج، أي أنها تنفذ من أعلى سلطة في الدولة، واليوم وفي ضل وجود دولة حديثة هي من تقيم الحدود وتطبق الشريعة، ليس من الايمان الخروج على هذه التنظيمات الحكيقية لتفجير وترويع الآمنين.
بالأمس شهدنا ثلاث حوادث تفجير شنيعة، واحد في الكويت والآخر في تونس، والثالث في فرنسا، وقبل ذلك شهدت المملكة تفجيرين أيضاً في مسجدين في المنطقة الشرقية، راح ضحيتهم الكثير من الآمنين، وروعت هذه الأعمال الأسر، ومع ذلك لا يدري المقتول بأي ذنب قتل، ولا المفجر لماذا انتحر؟.
هؤلاء الشباب المغرر بهم والذين فجروا أنفسهم، ألا توجد طريقة لحمايتهم من الغزو الفكري الذي يتعرضون له، أعتقد أننا يجب أن نساهم بشكل فعال في احتواء هؤلاء الشباب، قبل أن تغير افكارهم، وليس فقط من رحلوا للقتال في مكان غير معروف صحة انتمائه، بل أيضاً الشباب الموجودين هنا لا بد من استثمارهم بكل الطرق الممكنة حتى لا يستغلهم أحد بأفكار مضللة لا تأتي بخير.
الشباب هم عماد أي مجتمع، وبدونه لا يستقيم المجتمع نهائياً، فالاستثمار فيهم سيفتح لنا آفاق كثيرة، وسيريحنا من استقصادهم من قبل المتطرفين الذي يهدفون إلى محاربتنا في شبابنا.