مع كل الحروب التي تحدث في العالم، مع كل المآسي التي لا قبيل لنا بها، مع ارهاب الدواعش، وذبح الأبرياء في سوريا والعراق، مع استمرار النزيف في فلسطين، والجراح في ليبيا، مع حرياتنا التي بدأت تنحصر، أطل علينا باراك بإقرار حقوق المثليين، بالرغم من بشاعة المنظر وسوء المنقلب.
هم مشغولون بتنظيم أنفسهم، وسن القوانين التي تبعد المشاكل عن مجتمعهم، وتركوا لنا الدمار والحروب والألم.
هم مشغولون بكبح جماح كل فتنة لديهم، والسيطرة على مصادر الألم، وتنظيم الحياة العامة، ونحن مشغولون في اشعال الحروب هنا وهناك، وتكريس العنف هنا وهناك، ولملمة الأشلاء جراء انفجار في دار عبادة.
هم مشغولون بتحديد العلاقة بين الجنس الواحد، وضمان مشروعيتها، ونحن ما نزال نتحدث عن عضل البنات، وسيطرة ولي الأمر عليهن، وعدم مقدرتهن على أخذ حقوقهن.
هم مشغولون بضمان علاقة الزواج بين الجنس الواحد، وتنظيمها وفق الأسس والقواعد النظامية من أعلى سلطة في البلد، ونحن مشغولون بجواز زواج المتعة أم حرمة زواج المسيار، وبالتغرير في الفتيات لممارسة زاوج الجهاد.
نشجب ونستنكر ولا نستسيغ فعل قوم لوط، ولا نحبذ أن يكون في مجتمعنا إطلاٌقا، ونحن ضده جملة وتفصيلا، ولكن لماذا ننظر للموضوع من هذه الناحية، لماذا لا ننظر له من ناحية أن بلاد العم سام استطاعت تنظيم نفسها، استطاعت عن تجعل العلاقات محكومة بالقانون، لكي لا تحدث أي اختلافات، استطاعت سن قانون ووضع عقوب وايقاف باب الفتنة.
هذا ما فعلته أمريكا بخصوص المثليين، ونحن ما نزال لم ننظم علاقة المستأجر بالمؤجر، ولا علاقة الأخت بالأخ بعد رحيل الأب، ولا علاقة البنت بالوصي في حالة فقدان الأقارب من الدرجة الأولى، بالرغم من الدين أوضح كل هذه العلاقات، إلا أننا لا نراعي الدين بحكم العادات والتقاليد.
هم نظموا كل الثغرات التي تؤدي للهلاك، ونحن نعطل نصف المجتمع بحجة العادات والتقاليد، ونمنعه من قيادة السيارة بحكم تأثيرها على الخصوبة، ونجبره على وجود الولي، بالرغم أن الدين كفل أن تولي هي بنفسها القاضي ليعقد لها قرانها.
ألسنا بحاجة إلى مراجعة هذه العادات التي ليس لها وجود في الدين، وأن نقيمها ونتجه لتنظيم مجتمع مدني قائم على المؤسسات وبعيد عن الفوضى.