لا يكفي الايمان بالفكرة لكي تتحقق، بل يجب أن تتحمس لها وأن تعمل معها بكل طاقتك، فالحماس هو أساس النجاح، فمن خلال الحماس تستطيع أن تقنع الآخرين بأن فكرتك صحيحة، وأنك قادر على النجاح بها، وبدون الحماس لن تجد من يعمل معك لصناعة الفارق.
الحماس مطلب ضروري ومهم لإنجاح كل الأمور من حولك، فلو ذهبت إلى الإدارة العليا في المكان الذي تعمل به، وشرحت لهم تغيير معين في العمل، وكان أسلوبك وأنت تقدم التغيير في منتهى البرود، أو حتى ليس بارداً بل بذات الطريقة والرتم العادي الذي تعمل به يومياً فلن تذهب بفكرتك للبعيد، بينما لو قدمت فكرتك بحماس ستتغير الأمور كثيراً لدى المتلقي.
الحماس في التقديم يصنع المعجزات، ويسهل عليك أقناع من تقدم له فكرتك، فعندما يراك صاحب القرار وأنت تتحدث عن الفكرة أو التغيير بحماس، فهذا يولد لديه قناعة بأنك قادر على صناعة النجاح، يضع صورة متألقة أمام صاحب القرار بأن فكرتك ستنجح، وبأن تطبيق فكرتك هي السبيل الأوحد لرفعة شأن المنظمة التي تعمل بها.
من حماسك يستمد يعمل معك أو تعمل معه طاقتهم، خلال الفترة الماضية عملت على كثير من المشاريع، في بعضها كان الفشل عنوانه الصريحه، وكان فريق العمل الذي يعمل معي محبط جداً، فهم يعرفون أن مصير المشروع ربما سيكون الايقاف التام، كانت مدة التنفيذ خمسة أسابيع، حاولت بكل الطرق أن أجعلهم يعملون ويتحمسون للفكرة، وبالفعل خلال الاسبوع الرابع تم اعتماد الفكرة ودعمتها الإدارة العليا بشكل كامل.
تخيلو معي كيف كان وقع المشروع عندما عرفت الإدارة العليا أنه سيتني بعد اسبوع من اعتماد الفكرة، نعم نجح الفريق ونجحت الفكرة، ونحج العمل، وأصبح أحد أكبر المشاريع الوطنية في البلد بعد ذلك، حيث لم يتوقف المشروع عند هذه الجزئية التي انتهت في خمسة اسابيع.
بالحماس بعد توفيق الله، استطاع فريق العمل في المشروع من تطوير الأفكار وإضافة المزيد من الخدمات، حتى أكتمل المشروع وأطلق، فلولا الله أولاً وأخيراً، ثم الحماس للفكرة، لما كان الإنجاز حليف فريق العمل، ولما اقتنعت الإدارة العليا بالمشروع ولبقى فريق العمل على احباطه.
بالحماس والإيمان بالقدرات والأفكار تستطيع صنع المنعجزات..