(1)
“لا يدري القاتل لماذا قتل، ولا المقتول بأي ذنب قتل”، هذه المقولة والتي تتردد على اسماعنا باستمرار، وتقض مضاجعنا، إذا أخذناها على صريح العبارة طابقت وقتنا الحالي، ولكن لا أريد أن آخذها بشكل صريح، وإنما أريد أن اسقطها على حياتنا اليومية، فهناك من الأمور التي ننخرط بها ولا ندري لماذا نحن فيها؟، ولماذا تنفذ في الأساس.
(2)
أحياناً كثيرة نناقض رغبتنا الداخلية، ونتماشى مع أهواء غيرنا، ولا ندري هل الأمر صواباً أم خطأ، فقط طلب منا تنفيذ ذلك “لحاجة في نفس يعقوب”، وما هي الحاجة؟، أو من يؤدي دور يعقوب؟، لا نجد اجابات لهذا، وكأننا نقول للنفذ لتحقيق هدف الشخص المسؤول، وبعد تحقيق الهدف نجد أن لا ناقة لنا ولا جمل، وكان من الأفضل أن نتنحى جانباً كمتفرجين.
(3)
وفي أثناء التنفيذ نجدنا نتحدث بلغة الطرشان، لا أحد يسمع، ولا أحد يريد أن يفهم، ولا أحد يريد أن يقرر، فقط نريد الوصول إلى هذه الحاجة المجهولة، لكي يرضى علينا يعقوب المجهول، فربما هناك هدف خفي سيحقق ثورة اعجازية كبيرة، ستعود فائدها على الجميع، وربما ليس هناك أي فائدة أو هدف، وإنما ننتقل إلى حالة ذهنية تعودنا عليها هي “الشيوخ أبخص”.
(4)
تعريفنا لعبارة “الشيوخ أبخص”، هي ذاتها “لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم”، فقط أنفذ، وهناك جزره، وهناك عصا، وربما لن تستخدم الجزره، بل تفعل العصا قبل كل شيء، وتكون الجزره شيء خيالي بعيد المنال، وتكون المهمة انتحارية بكل المقاييس، فإما التنفيذ بدون نقاش، أو بدون تفكير على النحو الصحيح، أو هناك العصا التي هي الحل السحري الوحيد للتنفيذ بدون نقاش.
(5)
وعلى ذكر العصا والجزره، وكما قال صديقي، إنتهى زمن الجزر، وبدأ زمن العصي، فالآن إما أن تضرب أكبادهم، أو أن يضروا بك، فأنت مجرد أداة تستخدم لتحريك العصا، لكي تضرب بها شخص آخر، ويعقوب المسكين يخطط من بعيد ويتفرج على المسرحية، ونحن نحقق ما في نفسه، نتعرض للتهلكه، نجازف وفي أحيان كثيرة تمتهن الكرامة، لكي يرقي يعقوب.
(6)
وفي الحقيقة، وهي الحقيقة المزعجة، لم يحاول من يستخدم عبارة “لحاجة في نفس يعقوب” أن يفكر هل يعقوب ملاك أم شيطان؟، هل يسعى للاصلاح أم الافساد؟، وهل يقول كلمة الحق أم يردد عبارات الباطل؟، ليبقى يعقوب شخص مجهول الهوية، نوضفه لتنفيذ أمور شيطانية، فهذه العبارة أسهل وسيلة للاقناع، وأسرع طريقة للوصول للهدف، حتى ولو كان الهدف غير مشروع.
(7)
كتب هذه التدوينة قبل أذان المغرب، ونقحتها بعد الصلاة، فبين الجوع والتخمة ولدت هذه الهلوسة، فمن المملكن أن لا تفهم كما أريد، وربما أنا أيضاً لا أفهمها، ولكن ما أنا متأكد منه أن كل كلمة فيها حقيقة، واسقاط على واقع في حياتنا اليومية، فقط ابحثوا عن يعقوب حولكم.