حدود الحريات

(1)
نحن لا نعرف معنى الحرية الصحيحة، فإذا استمتعنا بحريتنا فإننا نتجاوز كل حدود الحريات الممكنة، ولا نحترم حدود حريتنا مع حرية الشخص الآخر، أو بمعنى أكثر دقة نحن لا نعرف معنى حرية، نتجاوز كل الحدود ومن ثم نقول هذه حريتنا، تماماً كما لا نعرف معنى الرأي الآخر، رأينا يتمثل في مصادرة رأي غيرنا.

(2)
بالرغم من جدية ونضج أغلب عناوين المواضيع التي تطرق لها مسلسل ناصر القصبي “سلفي”، وبالرغم من تجاوزه كل الخطوط الحمراء والعزف على جراحنا، إلا أن هذه الحرية لا تنفع أن تمارس في وقت تجتمع فيه الأسرة بكاملها، وهذه بالضبط ما فعله سلفي، فبالرغم من ثقتنا في القناة والقائمين على البرنامج إلا أنهم خيبوا ضننا عندما لم يراعوا أن فترة المغرب في رمضان والتي هي الفترة الوحيدة طوال العام الذي يلتم فيها شمل الأسر.

(3)
لم استطع اكمال جميع حلقات مسلسل “سلفي”، فقط ما لا يزيد عن ستة حلقات هي التي شاهدتها كاملة، أما البقية فبين أن أغير القناة، فمن غير المقبول أن نعلم أطفالنا طرق الاستغلال للجنس الآخر، والتفحش في القول، والتمرد على المعلمين، والحديث عن المخدرات والحشيش، والانتحار، وغيرها من الأمور التي عرضت بطريقة درامية جاذبة.

(4)
هناك ضوابط من المهم مراعاتها في أي عمل سيعرض في الإعلام، وتطبقها القنوات العالمية هذه الضوابط، وتحترم حدود الحريات، بل تحترم أكثر أوقات المشاهدة، فمن غير اللائق والمقبول أن يعرض أن تعرض مادة إعلامية للكبار في وقت تتواجد فيه جميع الأسرة، وللأسف أعلامنا غير ملتزم بهذه الضوابط، ولا يهتم في احترام مشاهديه.

(5)
لا يعني عند حصولك على مساحة حرية أكبر أن تتجاوز بعض الضوابط الأخلاقية، وأن تتخطى الثوابت التربوية، فهذا يدل على ضعف في حبك القصة وصناعة الخاتمة للمسلسل، وهذه ما وقع فيه مسلسل “سيلفي”، فالانتقاد كان بتجسد الواقع كما هو، وابتعد عن الأساليب الدرامية في حبك المضمون، لذا لم يكن من المناسب بالنسبة لي الاستمرار في مشاهدته.

(6)
حريتي وحريتك، مضمونة لنا جميعاً على أن لا تتجاوز أو تخترق حريتك حدود حريتي، عندها فقط ينتهي حقك في الاستمرار في ممارسة الحرية، فليس معنى الحرية أن لا تراعي حرية غيرك.