(1)
بغض النظر عن كل ما روج عن اللعبة من أنها جاسوسية، أو أنها تشغل الوقت، إلا أنها أكبر فرصة لتصفية القلوب وتحقيق التواصل والتراحم بين الجيران، فمنذ متى لم نسلم على جارنا، حتى العيد هل نتذكر أننا عايدناه؟، ربما لو كانت لعبة البوكيمون موجودة في ذلك الوقت لكان دخولنا لبيوت الجيران لصيد البوكيمونات بحجة السلام والمعايدة.
هل تغير البوكيمونات طريقة تعاملنا مع جيرانا، فقبل سنوات كان الجار الصغير يطلب قليلاً من الملح أو الطماطم أو حتى الغاز لكي يكمل الطبخة، وانقطعت هذه العادة، واليوم ربما تعود لطلب صيد البوكيمونات والتي تختبي في بيت الجيران، فهل يساعد الجار جاره في ذلك.
(2)
البوكيمون لعبة انتشرت كالنار في الهشيم، وأصبح الكل يستخدمها، ومن وجهة نظري كتقني أن حجم المعلومات التي تستطيع الشركة الاستفادة منها كبيرة، لست أتفق مع أحد في أنها تجسسيه، وإنما هي لعبة تجارية بالدرجة الأولى، فغوغل تعرف عنا الكثير جداً من خلال عمليات البحث التي نقوم بها، أما لعبة البوكيمون فتستطيع معرفة ما داخل المنازل من خلال تحليل الصور، إذا كانت الشركة المصممة للعبة تفعل ذلك.
فتستطيع السيرفرات من تخزين التصميم الداخلي للمنزل وموقع الأثاث، وبتحليل الصور من الممكن تحديد نوع الأثاث، الهاتف المستخدم في اللعب والكثير الكثير مما تكشفه كاميرا الهاتف النقال، وتستطيع الشركة بذلك الاستفادة من هذه المعلومات تجارياً.
(3)
ربما نتفق جزئياً مع من يقول أن هناك إمكانية للتجسس من خلال لعبة البوكيمون، وربما نتفق من أنها كأي تطبيق في الهاتف النقال تشغل مستخدمها عن الكثير من حوله، ولكنها في النهاية لا تذهب العقل كما قال أحد المراكز الدينية، وبالإمكان عدم استخدامها.
هي لعبة وكأي برامج الهواتف الذكية تحتاج إلى الكثير من الأذونات لكي تصل للصور أو لتحديد المواقع، أو غيرها، وبإمكان الشركة الحصول على الكثير من المعلومات لكي تستفيد منها في التطوير أو حتى في التجارة، وهي تحصل على ما تريده من معلومات بإذن مستخدم اللعبة، لكن من وجهة نظري الشخصية أنها ليست لعبة تجسسيه.
(4)
تبقى تطبيقات الهواتف النقالة لها عمر افتراضي وحياة قصيرة، أعتقد أن شركة نيتيندو اقتحمت هذا العالم ببراعة وبفكر جيد، ومراحل التطوير القادمة للعبة ستجعل منها أكثر إثارة وأكثر متعة، هذا من وجهة نظري الشخصية، فقط انتظروا التحديثات.