الإيمان بالهوية والاعتزاز بالقيم الثابتة هو جزء لا يتجرأ من شخصيتنا كسعوديين، بل هو الأصل الراسخ في جذور تربيتنا، ففي أي مكان نضع فيه الرحال نبدأ أولاً في زرع جذور هويتنا فيه، وتعليم من حولنا أبجديات ثقافتنا، هذا في الخارج فكيف عندما يكون الزائر لوطننا رئيس دولة عظمى.
هز الفنجال بحركة خفيفة هو الإعلان عن الاكتفاء من شرب القهوة العربية، هكذا بدء الملك سلمان بتعليم الزائر الجديد الرئيس الأمريكي دونالاد ترامب لكيفية التعبير عن الاكتفاء، وحركة هز الفنجال فيها الكثير من الأدب فلا تقطع الاستماع لحديث مضيفك، ولا تقول له كلمة تقطع حبل أفكاره، ومن جهة أخرى هي إثبات باعتزازنا بقيمنا العريقة، وهي موقف قوة من ملك حكيم واشارة إلى أننا في السعودية لا نركن إلى أحد.
معرض للفن المعاصر وزيارة لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي كانت أول النشاطات لزيارة ترامب للسعودية، لتبلغ الزائر الجديد أننا في السعودية مع تمسكنا بتاريخنا المستمد من ديننا الإسلامي، والذي أسس منه الملك عبدالعزيز دولة اسلامية كبرى، إلا أننا نندمج في الحضارات، وندعم الفنون من خلال توظيفها لما يخدم هويتنا، بدون أن ننجرف إلى تيارات وهمية، وثقافات مختلفة.
قمة لدول الخليج وأخرى للدول الاسلامية لتعلن أننا هنا في السعودية مركز العالم الاسلامي، والقبلة الأولى للعلاقات في المنطقة، لا تستطيع أي دولة مهما عظم شأنها أن تغفل نقطة الارتكاز الأولى للعالم، فمن السعودية ينطلق السلام، وإليها تشد الرحال، فهنا البيت العتيق ومصدر السلم والسلام والتسامح.
ملتقى لمحاربة الفكر المتطرف، وآخر للمغردين، وثالث للرؤساء التنفيذيين، لنعلن أننا ننبذ الغلو والإرهاب أينما وجد، ونحاربه فهو لا دين له، وفي المقابل نشاطر الشباب أهوائهم، ونوظف كل جديد في عالم التقنية لإيصال صورتنا وهويتنا للعالم أجمع، وفي المقابل لا نهمل الاقتصاد فنحن عازمون على تحقيق النجاح في كل مجالاته.
الكثير والكثير في هذه الزيارة بدء من زرع ثقافتنا في أعماق الزائر الجديد، وانتهاءً بتوطين الصناعات العالمية في بلدنا، لتحقيق الرفاهية لشعب عظيم في بلد عظيم، وملك حكيم يعتز بهويته، ويؤمن بشعبه، ويعلم أننا في السعودية قادرون على تحقيق المستحيل.