لم يعد العيد يوماً يجوب فيه فريق الحي الواحد بين البيوت يهنئون هذا، ويتناولون الحلوى في البيت الآخر، ونشعر مع هذه الزيارات بدفء المشاعر حتى وإن كانت غير صادقة..
هل وصلنا بالعيد ليصبح بارداً خالياً من المشاعر، سوى رسائل تمر كسحابة صيف لا تضللُ أحداً، قبل العيد بما يقرب من الخمسة أيام وردتني عدة رسائل جوال تسوق المشاعر وتهنئ بالعيد فأحدهم قال:
(أبدقها جلسة هنا «بصندوق الوارد»
وأكتم على نفس جوالك حتى..
1/10/1426ه
عشان أكون أول شخص يقولك..
*عساك من عواده*)
يبدو أن الجوال هو الأجدر بجلسات السعادة والمحبة، هو الأجدر بأن يحتضن صندوق وارده كل هناء اللقاء، ولكن الحمد الله أن أنفاسي لم تكتم، فأنفاس الجوال ليست غالية عندي.
***
أصبحت ياعيد تقاس بعدد الرسائل وكم تلقينا منها ومدى جمالها وغرابتها، حاولت في يوم ما أن أرسل رسالة فارغة للمسجلين في جوالي فلم يستغرب أحد ذلك، بل توالت بعدها كل رسائل التهنئة، لا أدرى هل اعتقدوا أن العبارات سقطت سهواً عبر أثير شركات الجوال، أم أن جوال المستقبل أصابه خلل أقعده.
فما الضرر في أن يرسل أحدنا رسالة فارغة ليهنئ قريباً أو صديقاً ما دام أن المشاعر الملموسة والمطبوعة على الوجنات لم يعد لها أثر، فهي الآن تقاس بعدد كلمات الرسالة الواحدة، بينما كانت تقاس قديماً بقولهم «الأكل على قدر المحبة»، هل فقدنا كل ما يربطنا ببعضنا من مشاعر ومحبة، هل أصبحنا نعتمد على التقنية للتعبير عن مشاعرنا.. وهل سنصل في يوم ما للعزلة التامة بعيداً عن التلاحم والتآخي والمحبة..
***
عيد كيف عدت يا عيد؟!..
عدت والإنترنت كما هي منذ ما يزيد عن الستة أعوام!..
فقط ظهر ال DSL وزادت مشاكل الإنترنت ثقلاً وهموماً!!..
عدت ومنتديات الإنترنت لا جديد فيها.. سوى الفرقة والتناحر وعدم المبالاة بمشاعر وطن..
عدت وأملنا لتطبيق الحكومة الإلكترونية ما يزال حبيس أدراج المكاتب..
***
كل عيد وأنت يا وطني بالأمل ترفل..
كل عيد وأنتم بالسعادة تنعمون..