(1)
ما نشاهده من مقاطع فيديو تنتشر هذه الأيام في الإنترنت حول مضاربات رمضان، وعدم تقبلنا لبعضنا يدل على أننا لم نستشعر حلاوة الصيام، ولا الفائدة منه، وإنما فقط نمسك عن الطعام والشراب ولا نمسك عن أذى الناس، بالرغم من أن الصيام حقيبة متكاملة تبدأ بالإمساك عن ما لذ وطاب، وبعدها تأتي العبادة من صلاة وزكاة وصدقة وقراءة القرآن، وتنتهي بالأخلاق الحميدة في التعامل مع الناس.
(2)
لا فرق بين صيام أحدهم عن صيامك إلا في قدرة التحمل، فلماذا لا تدرب نفسك على التحمل والقدرة على الابتعاد عن منغصات الجميع، ولماذا لا تحاول أن تدير أعصابك بشكل جيد، ولا تجرح صيامك بتصرف سلبي، قوتك تكمن في القدرة على التحكم بأعصابك، والقدرة على التعامل مع حماقات غيرك.
(3)
ما أشاهده حولي، ولا أزكي نفسي، أن الغضب والانفعال أصبح الشيء السهل الذي يلجأ له الناس، فلا أحد يستطيع التروي والتفكير قبل أن يتصرف، فبمجرد أن تستفز من أحدهم، حتى يكون العنف هو الطريقة الأسهل التي يكون التعبير فيها عن المشاعر، وإذا خفف المستفز قليلاً من حدة تصرفه، تجده لا يتورع في ارسال أشنع عبارات السب والشتم للشخص المقابل، وكأن قدرتنا على التعايش من بعضنا الآخر لا تتجاوز حدود ضيقة جداً.
(4)
ربما من تعود على شرب القهوة أو التدخين يكون سريع الغضب، ولا يمتلك التحكم بأعصابه إذا ابتعد عنهما، وهذا بحد ذاته مشكلة، فمتع الحياة المفترض أن لا تكون السبب في سوء الأخلاق، صحيح أن الاثنين يساهمان في الحفاظ على نفسية متعاطيهما، بالإضافة إلى قدرته على العطاء، أما أن يكونا السبب الرئيسي في القدرة على تحمل غيرك فهذا شيء غير جيد، إذا كنت من الذين لا يستطيعون التحكم بأعصابهم بدونهما فحاول أن تعالج نفسك.
(5)
الحياة أصغر بكثير من أن تكون نهايتنا بسبب عدم تحكمنا بأعصابنا، بسبب عدم مقدرتنا على التعايش مع الآخر، صحيح أن هناك من لا يراعي حدود الله فينا، ولكن لتكن أخلاقنا آية للعالم أجمع، فالإسلام انتشر بالأخلاق، ونحن قادرون على إعادة هيبة الاسلام التي استباحتها فلول الإلحاد والتطرف.