السؤال الذي نتوقعه عند معرفة أن هناك مشاركة سعودية في معرض السيبيت لا سيما وأن هذا المعرض هو الأكبر على المستوى العالمي هو ما الذي يريده السعوديون من مشاركة كهذه؟ وهل الثمانية عشرة شركة المشاركة في المعرض حققت ما تريده؟.
أعتقد أن المشاركة مطلوبة إذا حققت عدة نواحي من أهمها ايصال الفكر الاستثماري السعودي إلى دول العالم وفق أبجديات رسمتها الحكومة عند اطلاقها لمدينة الملك عبدالله الصناعية، وقبل ذلك بانضمامها لمنظمة التجارة العالمية، والأخرى جذب التقنيات العالمية إلى السوق السعودية لما تحققه تقنية المعلومات من عنصر مهم وفعال لتطور الشعوب، وأيضاً المساهمة في تنوع الاستثمارات في السوق المحلية.
ولكن ومع حجم المشاركة وتنوع الشركات المشاركة تحت مظلة الجناح السعودي هناك عدم وعي من قبل بعض الشركات من ناحية اختيار الممثلين لها في الجناح ونوعية المشاركة وأهدافها، فهي لا تتعامل مع الحدث بكافة معطياته، وإنما تحاول تهميش دور مندوبها المشارك في الجناح، فبعضها لم يشارك بصناع القرار فكانت المشاركة مجرد تكريم لموظفيها المثاليين فلا تجد بين المتواجدين في الجناح من يستطيع أن يتخذ القرار المناسب في صناعة تعاقدات أو صفقات جديدة ولا حتى من يجيد التعامل مع الإعلاميين، وشركات أخرى شاركت بمندوبين لا يمتلكون أبجديات الحوار مع الطرف الآخر مع كونهم يحملون درجات عليا كالدكتواه مثلاً، والأخرى كان للمشاركة النسائية والسعودية أيضاً نصيب من جناحها ولا أجد مانعاً من مشاركة فتياتنا على أن لا تكون الفتاة محدودة التفكير.
وبينما كانت شركات أخرى وأتحفظ على نوعية مشاركتها من الشركات المتواجدة في السوق السعودية لتحقيق عوائد مالية جيدة بدون أن تشارك بفعالية في تحقيق فوائد للسوق السعودية فمكتبها في المملكة لا يتجاوز عدد العاملين فيه خمسة موظفين وأغلبهم إن لم يكن جلهم من غير السعوديين وأيضاً جناحها، ويكون المكتب الرئيسي لها والذي تتم فيه صناعة التقنية في دول مجاورة ولهذه المكاتب ثقلها الاقتصادي هناك.
وهذا لا يعني أن أغلب الشركات أساءت التقدير في المشاركة وإنما هناك من ساهم بفكره العالمي وشركاؤه المحليين من إضافة بعداً جديداً للتقنية والاقتصاد السعودي ومنح شركاءه من شركات محلية الفرصة الكاملة لاستقطاب فوائد تقنية واقتصادية لسوقنا المحلي.
اعتقد أن الهيئة العامة للاستثمار بحاجة إلى إعادة تقييم مشاركتها في السيبيت ومحاولة انتقاء الشركات التي من الممكن أن تعود باستثمارات جيدة للسوق السعودي.