في إحدى الجلسات مع شقيق من سلطنة عمان، قال أنه في رمضان منذ أن يتجاوز حدود السعودية إلى أن يصل مكة لا يهتم بأمر الإفطار نهائياً، فهو في كل مكان يصل له يجد افطار صائم، ويجد من يحاول أن يطعمه أو يسقيه، وما يقوله صحيح، فالجميع في السعودية يبحث عن الأجر في هذا الشهر الفضيل.
في الغرب وحسب ما نشاهد من صور في الإنترنت يقوم التجار وأصحاب المحلات بعمل تخفيضات على المأكولات واللوازم الغذائية مع شهر رمضان احتفالا مع المسلمين بالشهر الفضيل، وفي السعودية وبالرغم من أن التجار وأصحاب المحلات يرفعون الاسعار مع بدء الشهر الفضيل استغلالاً للصائمين، إلا أن السعوديين من أنفسهم يفرشون سفر الاقطار في أغلب مساجد المملكة، ويقدم الطعام للمسلم وغير المسلم، وعند الاشارات تجد أيضاً من يوزع وجبات الافطار حتى يضمن وصول قائد المركبة لمنزله وهو مرتاح.
في الحج مشاهد أخرى لهذا الشعب الطيب، فهم يساعدون الحجاج من منطلق وازع ديني وأخلاقي، ومن منطلق أنهم ضيوف علينا، فتجد تعامل راقي من الجميع، وتجد تسهيلات كبيرة من رجال الأمن لهم، بالرغم من أنهم غير مجبرين على ذلك، وإنما هو البحث عن الأجر، وأيضاً تجد من يسقي الماء، ويطعم الطعام بالمجان، غير مبالين بأن هذه الأمور من الممكن أن تكون دخل أكبر من ممتاز لهم، وربما يغني عن دخل العام كاملاً.
الشعب السعودي عاطفي جداً، وعاطفته تجعله سباق لفعل الخير، ولمساعدة الآخرين، وأحياناً كثيرة تستغل عاطفته وطيبته الزائدة بشكل سلبي، ومع ذلك تجده يكرر ذات الخطأ مره أخرى، لأنه يتعامل مع الآخرين بكل ود وحب، ولا يعاملهم بما يكنون له في أنفسهم، الشعب السعودي يحاول أن يمنح الحياة للآخرين من خلال قلبه الطيب الطاهر.
الشعب السعودي الطيب خير مثال للرحمة والانسانية، فتجده يهب لمساعدة أي شخص بدون أن يطلب منه، ويقدم يد العون له، فيكفي أن تؤشر لأحدهم حتى يهب لمساعدتك، ويقدم لك كل ما تريد، ولو تعثرت ستجد أن أول من يذكر الله عليك، ويحاول أن يساعدك هو السعودي، وتجده يساعد أيضاً الحيوانات، فهذا يقف على يده عصفور آمناً على نفسه، وهذا يسقي قطة من الماء، وهذا ينثر بعضاً من الطعام لكي تأكله الهوام.