في ذلك الركن الأقصى، تقف حائراً لا تدرين كيف تأتي الأمور ولا كيف تكون، ترفع يديك إلى الله سبحانه وتعالى، وتدعوه أن يكفيك شر يومك، لا تدري كيف ستكون الحياة، ولا تعلم منحيات الغيب إلى أين ستسير بك، وتكون المفاجأة بأن قاموس السعادة لم ينسى مكانك، فهو قد حجز لك مكاناً مناسباً بإرادة الله سبحانه وتعالى، وتأتيك بشائر الفرحة من حيث لا تحتسب.
يقول الشاعر:
دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ
قاموس السعادة لا يعرف حدوداً، يسيره الله كيفما يشاء، ويمنحه لمن يشاء، لتتغير الأحوال إلى أفضل حال، فنحن بين يدي الله يقلبنا كيفما يشاء، ولكنه لا يظلم أحداً، ولا يغير لأحد شيء، ربنا أكرم من أي شيء آخر.
السعادة مفردة جميلة لا تعرف لها حدوداً، متى ما حلت فهي تغير الأحوال، وتنشر الفرح للجميع، قاموس السعادة شيء مختلف، وشعور جميل إذا بدأت فيه، لذا حث الشاعر على عدم التفكير في معضلات الحياة، وإنما النوم ببال خالي وصافي، فالله سبحانه وتعالى متى ما أراد تتغير الأحوال.
هذه دعوة صادقة مني للجميع بالفرح، والسعادة، وعدم التفكير بما يكدر صفوك، ابتسم وأنسى همومك، ولا تنسى أن هناك رب كريم يمع دعائك، ويقول “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” -غافر.
همسة
كن سعيداً وعش يومك خالي البال، فلا تعلم كيف سيكون غدك
