منذ سنوات والحال هو الحال، سوريا تنزف وتتحول تدريجياً إلى دمار، بل أصبحت دماراً بعد عمار، لقد كانت آية للناظرين، وقرة للسائحين، واليوم تركها العالم ترتع في بركة من الدماء، ووحل من انعدام الأخلاق، هلك أهلها ولسان حالهم يقول نموت نموت ويبقى الوطن، ولكن لا نعيش في هوان تحت راية من يدمر شعبه لتحقيق مجده.
تعافت دول الثورات العربية من جراحها، واكتشفت زيف مسيرها، وبدأت تعود للإعمار من جديد، بينما هناك في سوريا كل شيء هالك، ولم يبقى شيء، بين اصرار دكتاتوري مجرم على الشرب من دم الشعب من أجل البقاء، وتمكن ارهابي الدواعش من أجزائها المختلفة، وتدخل دولي من داعمين للدكتاتوري من أجل تدمير ما بقى للإنسان.
حتى دور العبادة لم تسلم منهم، والأطفال والنساء أيضاً لم يسلموا، ولم يتبقى من الحضارة التي سادت لسنوات سواء حطام الذكريات، وقهر سنوات الحرب، ودمار الأرواح قبل دمار البلاد، لم يبقى سوى حنين الذكريات لبلد شهد دولة أموية عظيمة، أسست لمجد اسلامي وعربي، وعلوم وابتكارات عرفها العالم أجمع، وإلى يومك هذا وهم يستفيدون من هذه العلوم.
ومع قهر السنين، وظلم ذوي القربى، لم يترك هؤلاء الأبرياء الصلاة، فحتى لو تحطمت دور عبادتهم، لن يستطيع أحد تدمير عقيدتهم، انحنت مأذنة المسجد من جراء القصف، لكنها لم تحني رقابهم، أقاموا الصلاة تحت ظلالها، معلنين بأنه لا بد ليد البطش والغدر أن تنتهي، فعهدنا مع ربنا الصلاة لن نتركها ما دمنا أحياء.
ربنا يمهل ولا يهمل، وسوريا ستعود بإذنه تعالى حرة أبية، شاء من شاء وأبى من أبا، ستعود بلداً آمناً، رغم أنف الدكتاتوري، وسيرحل غير مأسوف على ذكره، وسيعود أهلها ليعمروها بأفضل مما كانت، بلداً آمناً، رغم أنف الدكتاتوري، ورغم أنف من يدعمه، وسيرحل غير مأسوف على ذكره، وسيعود أهلها ليعمروها بأفضل مما كانت، وستبقى سورية مناراً للعلم.