في رمضان من عام 1427هـ أعلن المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عن تأسيس هيئة البيعة، والتي تعني بتنظيم اختيار ومبايعة الملك وولي العهد في المملكة العربية السعودية، وهي تتكون من أبناء الملك المؤسس أو أحفاده، لتضع منهجاً واضحاً لإدارة أمور البيعة، وهذا عزز من مبدأ الشورى الذي حث عليه ديننا الشريف.
إطلاق مؤسسة بهذا الحج لتنظيم تسلسل السلطة في السعودية كفيل بأن يضمن استمرار الدولة، فالسلطة تنتقل بكل بساطة وبدون أن تكون هناك أي تحديات، بالإضافة إلى تعزيز مبادئ الشورى الاسلامية، ومبادئ الدولة الحديثة وذلك من خلال التصويت على ولاية العهد في اقتراع سري داخل الهيئة، ولذلك وخلال السنوات الأخيرة والتعاقبات المتتالية، ضمنت هيئة البيعة بعد الله عز وجل سهولة تحقيق ذلك، حيث تم اعتماد تعيين الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ولياً للعهد، ومن ثم اعتماد تعيين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد والذي أصبح ملكاً بعد ذلك، وبعد ذلك وافق ثلاثة أرباع أعضاء الهيئة على تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، ثم وافق أغلبية أعضاء هيئة البيعة على تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، والآن وافق الأغلبية العظمى من أعضاء هيئة البيعة على تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.
في دول أخرى يكون انتقال الحكم عبر انقلابات أو غير ذلك، بينما نحن في السعودية في أمن وأمان، يكون انتقال الحكم من خلال مؤسسة منظمة، لها نظام ثابت وواضح، يكفل معالجة التحديات التي تتغير مع تغير الزمان، وقيادة تعمل وفق مبدأ واضح هو “وأمرهم شورى بينهم”، فلا تكون القرارات ارتجالية، وإنما بعد عرضها على المؤسسة المعنية بذلك ومن ثم اعلانها واعتمادها.
انتقلت ولاية العهد من رجل عظيم هو الأمير محمد بن نايف، له اسهاماته العديدة في ضمان أمن واستقرار البلد داخلياً، حارب الإرهاب، واستهدف في محاولات اغتيال، إلى رجل عظيم آخر الأمير محمد بن سلمان، بدأ منذ أن كان ولياً لولي العهد في رسم صورة واضحة لوضع الدولة الحديثة، من خلال “رؤية المملكة 2030″، والتحول إلى اقتصاد لا يعتمد على مورد واحد.
وجود مؤسسة تنظيمية اسمها “هيئة البيعة” تقوم على أسس واضحة، ومبادئ معروفة، وأسلوب يضمن بعد الله سبحانه عدم تأثر آلية الحكم في السعودية بتغير الأحداث من حولنا، وإنما تكون وفق رؤية ثاقبة من رجال تمرسوا على أمور الحكم، وعرفوا جيداً كيف تدار الأمور، وهم يعلمون أن القوة في أن نكون متحدين معاً.