مرت الأيام منذ رمضان الماضي وحتى الآن، وتغيرت الكثير من الأمور حولنا، لم تعد السعودية كما كانت منذ عام، أصبحت في أبهى حلة وأكثر شباباً، فبالرغم من أن هناك دولاً تشيخ كثيراً، إلا أن السعودية استمرت في التقدم لعمر الزهور، واستمرت في التحول والتغيير لتكون أفضل مكاناً للعيش.
خلال السنة الماضية حضرت لأول مره وعلى أحد المسارح أوبرا عالمية، كان الشعور مختلف جداً، فلم أعد أحتاج للسفر لمعرفة ثقافة أخرى، وإنما الثقافة تأتيني، ولم يضايقني أثناء حضوري للأوبرا إلا صوت أحدهم خلفي وهو يقول “حنا سابقينهم بالترفيه 70 سنة”، نعم تأخرنا ولكننا وصلنا لتندمج حضارتنا القديمة، وتراثنا العميق، بعطر الحاضر، ونفحات الحضارات المختلفة.
وخلال الأشهر الماضية أيضاً، حضرت لأول مره فيلماً سينمائياً في بلدي، بعد أن كانت مشاهداتنا للأفلام من خلال الشاشات الصغيرة فقط، أو من صالات الدول المجاورة، فبالرغم من أنني حضرت سينما في أكثر الدول التي زرتها إلا أن الاستمتاع بالسينما في بلدي لها طعم مختلف، ولها بريق آخر، تجربة أشعرتني بمدى قدرتنا على ممارسة الحياة، والانتقال من عوالم الوصاية إلى عالم المسؤولية المطلقة، التي تنطلق من خلالها إلى ما ترى أنه صحيح، وليس ما يراه غيرك صحيحاً.
وخلال الأشهر الماضية أيضاً استمتعت من خلال قناتنا التلفزيونية الأولى، والتي كان بعضنا يسميها “غصب” في أوقات سابقة، بعروض للأفلام القصيرة السعودية كل يوم جمعة، وهذه الأفلام لم نكن أن نستطيع أن نراها في فترات سابقة فقط لأنها لا تقدم إلا في المسابقات العالمية.
نعم تغيرت السعودية، وهي مستمرة في التغير لشكل جديد، يجمع بين العمق الاسلامي والتاريخ والأصالة والحضارة، نعم تغيرنا ولكن لم نتخلى عن ديننا ولا عن مبادئنا ولا عن ثقافتنا، تغيرنا للأفضل متمسكين بهويتنا، نسير وفق رؤية تريد منا أن نكون الأفضل على كافة الأصعدة، وبواكير الرؤية بدأت في الظهور، وبإذن الله سنرى السعودية بشكل مختلف اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً في 2030.