حضرت حفل افتتاح احدى دور السينما في الرياض، وكان الحفل يجمع لفيفاً من النجوم، ومشاهير المجتمع، ومشاهير الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى مجموعة من الضيوف من خارج الوطن، وفي زاوية الحفل هناك فرقة موسيقية تعزف سيمفونية مختلفة من الألحان، والمشهد العام بين مصدق لما يرى، وغير مستوعب لذلك، فمن الغريب أن ترى مثل هذا التجمع والمحفل في الرياض.
لست بصدد الحديث عن الحفل، وإنما بصدد الحديث عن مشاهير الشبكات الاجتماعية الذين شاهدتهم هناك، فبين عام 2008 وعام 2011 كنت انتقد وبشدة بعض تصرفات رواد الشبكات الاجتماعية في ذلك الوقت، إلى أن اعتزلت تلك الشبكات، وفي هذا الحفل عدت للارتباط بهم، إلا إني وصلت لقناعة أن رواد الشبكات الاجتماعية قبل عام 2011 كانوا هم الأفضل، وكانت تصرفاته لا تتجاوز حدود المألوف.
اليوم وفي 2018 شاهدت جميع القيود قد زالت بين رواد الشبكات الاجتماعية بجنسيهم، فما كان مستغرباً في 2008 لم يعد كذلك الآن، تصرفات مشاهير الشبكات الاجتماعية لم تعد متزنة كما كانت سابقاً، ولا اهتماماتهم، فبعد أن كان هم المجتمع ورقية وتطوره هي السمة البارزة في 2008، أضحت الشبكات الاجتماعية الآن مرتعاً خصباً للتفاهة، ويكون الحديث فيها والاهتمام بالأمور السطحية فقط، وبعد أن كانت الشبكات الاجتماعية في 2008 فقط مقروءة، أصبحت الآن مشاهدة ومسموعة، وأصبحت مكان من لا صنعة له.
نعم 10 عشر سنوات مضت سريعاً تغيرت فيها الكثير من الأمور، زالت فيها الكثير من القيود، ربما لا يرضينا بعض ما نشاهد، لكن لا نستطيع أن نصادر حرية أحد، وبالإضافة إلى ذلك عليهم أن يحترموا حرية غيرهم، وأن لا يتجاوزا الحدود التي وضعها الدين أولاً وأخلاقنا ثانياً، وفي المقابل يجب أن نحتويهم ونقبل هذا التغيير لأنه سنة الحياة.