خلال الأشهر القليلة الماضية لا يكاد يمر شهر إلا وحالة أو حالتي وفاة اسمع بها، ومن الدرجات القريبة جداً من العائلة، وكأن الموت قريب جداً منا، ونحن لاهثون في هذه الدنيا، لا نعلم متى تكون النهاية ولا إلى أين سنذهب بعدها، كل ما نعرفه أننا لم نقدم لله شيئاً يستحق أن نقابله به.
نأمل من الله العفو في كل ساعة، ونعلم أنه غفور رحيم، فبعضنا يحاول أن يقدم ما ينجيه، والبعض مقصراً ويعلم بتقصيره، والبعض الآخر لا يعلم بالتقصير ويكابر وله رب غفور، وبين جهد المقل، نبحث عن ما يعبر بنا لخط النجاة، مستغفرين الله وعارفين بتقصيرنا، ونعلم أنه أيضاً شديد العقاب.
في الحديث الشريف “أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ”، وهذا ما يجدر بكل مقصر فعله، فلو استغفر الله، أو حمده، أو لزم ذكراً معيناً وأصبح يردده بشكل يومي لحافظ على عمل دائم يكون بينه وبين الله، لا أعلم كيف سيكون أجره، ولكن يتحقق أحب الأعمال لله سبحانه وتعالى بدوام العمل والاستمرار به، وكم نقضي من الوقت في وسائل المواصلات نتابع جديد الشبكات الاجتماعية وهي لا تغني من الله شيئاً، فحري بنا أن نحافظ على عمل يقربنا إلى الله.
الموت لا يأتي بعد مقدمات، هو يأتي فجأة، فبعد أن تتأكد أنك بلغت من الحياة مبتغاك، وتقول هل من مزيد، لا أحد يستطيع أن يثنيك عن أهواك، ولا أحد يعلم ماذا قدمت لله، هو يأتي فجأة، وبدون أن يستأذن منك، وهنا تبقى رهينة ما قدمت، فإما أن تقابل العمل الصالح وتكون بين يدي غفور رحيم، أو تنتهي رهينة سوء العمل.
كن مع الله، وتذكر بعد الموت لن تجد من ينصرك غيره سبحانه، ستجد أمامك أعمالك، وخلفك صدقة جارية، أو ولد صالح يدعوا لك، فقدم في دنياك ما يسرك أن تشاهده بعد وفاتك، وتذكر أننا مودعون شيئنا أم أبينا.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنا ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ كَرْباً إِلاَّ نَفَّسْتَهُ، وَلاَ مَيْتاً إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ مَرِيضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ دَيْناً إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ غَائِباً إِلاَّ حَفِظْتَهُ وَرَدَدْتَّهُ.