(1)
ربنا سبحانه وتعالى لم يجعل الرزق بين أحد غيره، هو من يسير الأرزاق ويكتبها للعباد، وهو من يمنحنا ما نريد، وهو سبحانه وتعالى لا يمنع الرزق عن أحد، فمهما بلغت الأزمات شدتها تجده لطيف بعباده، يسخر لهم الرزق من حيث لا يعلمون، ويكتب لهم الخير وهم في غفلة من أمرهم، ويهب لهم المال وهم لا يمتلكون أي مقدمات تمنحهم ذلك.
(2)
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ” – الزمر (53)، الله سبحانه وتعالى لم يقطع الأمل لدى عباده، هو يقول لا تقنطوا من رحمة الله، فهو القادر على أن يمنحك الرزق، ويفرج الهم، ويرزقك بالأبناء، ويرفع مكانتك العملية، في وقت كنت قد وصلت إلى مستوى أقل مما تريد، ولكن القرب من الله، والأمل في رحمته يمنحك مجال أوسع للتفكير في فرجه.
(3)
ربنا لم يجعل الأمر مرهون بيد عباده، بل قال “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” – البقرة (186)، هو يقول أطلبوا ما تريدون وسألبيه لكم، هو أرحم الراحمين، فلو سألت الخلق لن يمنحوك شيئاً، وإن منحوك فلا تدري كيف سيكون ولا تعلم هل سيمنون عليك به، بينما الله سبحانه وتعالى يقول أن قريب منكم، أسمع مطالبكم، وأجيبها “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” – غافر (60).
(4)
الأرزاق بيد الله يمنحها لمن يشاء، ويمنعها عن من يشاء، وإن منعها فهو خيرٌ للعباد، وهو الغفور الرحيم، هو أعلم بحالنا، وأقدر على أن يلبي احتياجاتنا، وهو الكريم الرحيم الغفور.
(5)
“وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” – ابراهيم (7)، ومع ذلك يقول الله سبحانه وتعالى أن الشكر يزيد النعم، ويا لها من كلمة بسيطة التي تزيد الرزق وتطرح البركة، فقط “نحمدك ونشكرك يا الله” أو كيفما تقولها، فقط أشكر الله لتدوم النعم، وتجد رزقك مضاعفاً، فمن خلقنا ليس بغافل عنا، وهو وحده القادر على أن يبدل ضعفنا قوة، وحزننا فرح، وفقرنا غنى، وهو العزيز الكريم.