تحدث معالي نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي د.محمد الجاسر عن تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد المحلي في حديث متلفز له مساء أمس على شاشة القناة السعودية الأولى، وطمأن معاليه الجميع على سلامة الودائع في البنوك المحلية وعدم تأثر البنوك المحلية بالأزمة المالية العالمية، وهذا عائد كما يقول معاليه إلى أسلوب مؤسسة النقد والتي تعتبر البنك المركزي السعودي في الإشراف على البنوك..
معاليه تحدث بأسلوب ربما يراه البعض شفافاً وحاول أن يكون منطقي، لكنه بين الفترة والأخرى حمل الصحفيين والمحللين المالييين كل المشاكل المالية التي تحدث في البلد، وطالب في أكثر من مرة الصحفيين بتحري الدقة ونشر المعلومة الصحيحة..
في الرياضية أيضاً يتحدث الجميع عن أن الصحفيين هم الأساس في صناعة التعصب وإزكاء هذه الروح بين مشجعي الأندية، وكأنهم هم شماعة الأخطاء الوحيدة التي يعلق عليها الجميع فشلهم في كبح جماح الأمور، أو تحقيق انتصار معين..
لا أقول أن كل الإعلاميين منطقيين ومثاليين ولا يحاولون الصيد في الماء العكر، ولا كل الصحفين منافقين وكذابين ويقدموا المعلومة غير الصحيحة دائماً، بل هناك من هم من الصنف الأول، وهناك أيضاً من هم من الصنف الثاني، وهكذا هي الحياة، وهذا لا يخول كل من أخطأ أن يحمل هذا الخطأ صغير كان أو كبير لصحفيين..
في إحداى التغطيات الصحفية التي قمت بها في ألمانيا، كنت أتحاور مع عدد من المسئولين عن الجناح السعودي في معرض سيبيت حول المشاركة في المعرض والجديد فيه، دخل علينا في الجناح د. محمد صالح بنتن رئيس المؤسسة العامة للبريد وتحول الحديث للتعرف على الجديد الذي يقدمه البريد ويسوق له، وفي تيك الجلسة أيضاً حمل رئيس البريد الصحفيين المسؤلية عن إختراق الخصوصية إذ قال أنهم يستخدمون صناديق البريد للمغازلة متناسياً معاليه شح هذه الصناديق في أوقات سابقة وإلى يومنا هذا، فهل هم السبب في هذا الشح أم أنهم مجرد شماعة لكي لا يتحدثون عن رفع أسعار صناديق البريد إلى ثلاثة أضعاف؟..
الغريب في الموضوع أن هؤلاء ما أن يريدون الضهور والتميلح ورز البشوت إلا ويبحثون عن الصحفيين ليقربوهم شبراً من بلاط صاحبة الجلالة وليبرزوا لهم خبر أو ينشروا لهم صورة أو موضوع، متناسيين أنهم بالأمس القريب لم يتركوا كلمة واحدة سيئة إلا وقالوها في حقهم..
الصحافة مهنة المتاعب، ومهنة نقل الحقيقة وايصالها للناس بكل تجرد وشفافية ومصداقية وبدون تحيد، ربما أخطأ البعض ولكن من غير المقبول أن يحمل الخطأ للجميع، وينسى الدور الإيجابي الذي يلعبه الصحفيين لخدمة المجتمع والوطن..
للأسف نحن نفهم الشفافية بشكل خاطئ وبطريقة ممجوجة، ولا نلقي ببال لمعناها الحقيقي، نحن ننسى أن من الشفافية أن نقف أمام الجميع ونعترف وبصوت عال بالخطأ ونصححه أو نترك المكان لغيرنا ليصححه..
الصحافة مهنة المتاعب والـ(شحططة) غالباً في بلادنا العربية!
تجربة الصحافة في ماليزيا لمدة سنتين كانت رائعة بالنسبة لي.. ربما لأني كنت مسؤولة عن تغطيات فنية ومناسبات وحفلات فبالتالي لن أرى سوى الوجه الحسن! لكن الصحفي هنا في كل الأحوال ينعم باحترام.. لمَ؟ لأن مقالة واحدة ناقدة من صحفي تستطيع تشويه سمعة شركة مثلاً.. مجرد أن تخرج بطاقتك في أي مكان (مدفوع) يحق لك الدخول مجاناً فقط لأنك press!
عندما عشت تجربة الصحافة في السعودية لمدة شهرين لم أطِقها! كانت شحططة بالفعل! كنت أعزّي الأمر إلى أن العالم العربي لم يستوعب بعد دور الصحافة الالكترونية حتى هذه اللحظة.. تخيّل؛ حتى التغطيات الصحفية لابد فيها من الواسطات وحبّ الخشوم!
بقي أن يكتب لنا المسؤولين هناك ما الذي ينشر وما الذي يعتبر (تعدّي) على الخطوط الحمراء!
اشكرك اخي على طرح هذا الموضوع الذي يثير لي الغثيان -اعذرني لذلك- عندما اسمع عن بعض من لديهم إمكانية نشر الخبر الصادق والصحيح بالأدلة … وهم يلقون اللوم على الصحفيين الذين يحاول الكثير منهم تقصي الحقيقة قدر الإمكان.
كيف يمكن للصحافة او الصحفيين نشر الإشاعات أو الاخبار المكذوبة إذا بادر هو فعلاً بنشر الحقيقة؟ لن يمكن لأحد القيام بذلك طبعاً … ولكن ما يثير الإزعاج فعلاً هو تأخر بعضهم في تبرير المواقف الى حين حدوث ما لا يحمد عقباه وإنتشار الجدال والحديث الواسع للعامة حول الموضوع.
لك مني أجمل تحية
انا مؤمن بأن كا في أحد في العالم معصوم من الأخطاء …. والصحافيين هم جزء من هذا العالم … فستجد منهم المخطئ ومنهم الصيب … وهذه هي طبيعة الحياة … فلو كنا لا نخطئ فلم خلقت النار والجنة … ولم الانبياء … لكن للأسف أن بعض الناس وهم كثير (( على ما أعتقد )) وضعوا حجابا بينهم وبين الأعمال الصائبة … والتفوا حول البحث عن الأخطاء … فلو قارنا على سبيل المثال المضار والمنافع التي تنتج من الصحفيين لوجدنا ان أخطاءهم لا تذكر أمام صوابهم …. فلتكن نظرتنا متفائلة إيجابية
شكرا أخوي