بعد أن يعتزلك المهنئون، وتبقى على الكرسي وحدك، بعد أن حصلت على المنصب الذي تحلم به، وبدأت بتحقيق ذاتك، تذكر أن الله سبحانه وتعالى وحده من يراقبك، ويعرف خفايا نفسك، فلا تظلم خلق الله، وحاول أن تصون الأمانة، وأن تخلص النية لله سبحانه وتعالى، فأنت في امتحان مع الإخلاص وتجاهل المصالح الشخصية.
المنصب لا يدوم، ولا يبقى لك إلا العمل إما أن يكون عطراً ويبقي ذكراك طيبة، وتسمع صدى الأثر الذي تركته، أو أن تترك ذكرى سيئة يشتمك عليها الناس، فقدم في المنصب ما ترضى أن تراه أمامك يوم الحساب، وأعمل لخدمة الدين ثم المليك والوطن، ولا تقدم ما تندم عليه بعد أن تترك المنصب ويعتزلك الناس.
عندما تطأ قدماك لأول مره مكتبك الجديد، وتسمعهم ينادونك بلقب جديد، وترى من يفسح لك المجال لتجلس أنت، وتشعر أنك بلغت عنان السماء، تذكر أن لا يكتب في صحيفتك ما يسيئ لآخرتك، وأحرص أن تقضي حوائج الناس لا أن تعسر عليهم، وأبتعد عن ما من شأنه أن يضر بعباد الله، ولا تنسى قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ”.
عدما تترجل من كرسي المنصب، وتعود إلى معترك الحياة، ويتركك بعدها من كان يرى قوتك، ليمر وكأنه لا يعرفك، وتشعر أنك بقيت وحيداً لا أحد يعرف من أنت، فبعد وجاهة المنصب، وافساح الطرقات لك، سيتجاهلك الجميع، عندها ستشعر كم هي الدنيا صغيرة، ولا تدوم على حال، وهنا ستندم ولات حين مندم، على ما قدمت وأنت في قوتك، وسترى أمام عينيك دعوات من ظلمتهم، فأحرص أن يبقى الأثر الطيب.
إذا لم يغيرك المنصب، فبالتأكيد أنت من النوادر، ومن الذين لا ترهقهم الحياة، ولا يعني لهم زخرفها شيئاً، حاول أن تقدم ما يساعد على التسهيل على العباد، ويصرف عنهم العناء، وما يبقى لك بعد أن تترك المنصب، ويذكر ما قدمت فتحمد وتشكر، ويدعى لك في ظهر الغيب، وإذا حدث العكس فستندم كثيراً، فلا تكن من النادمين.
همسة
اتق الله في مصالح العباد
ألف مبروك والله 😇
عيشتني في خيال على هالوصف
أحببته