لا تفكر في إيذاء أحدهم مهما بلغ بك الغضب منه، فلا تعلم كيف ستدور الأيام، ويكون الانتقام أشد وأقسى من فعلك، ولا تعلم قبل ذلك لو من أذيته صاحب دعوة مستجابة ولجأ إلى الحي الذي لا يموت، فأحذر من شر نفسك أولاً، وأبتعد عن إيذاء الخلق، فرب الخلق ليس بغافل عما نصنع.
الحياة سجال بين الخير والشر، فأحرص في جانبك الشخصي أن يغلب الخير على الشر، ولا تكيل المكيدة لأحد، وتبغي في الأرض فساداً، فليس الفساد مرتهن بالمال فقط، وإنما عدم قضاء حوائج الناس جزء من الفساد، وأخطرها أن يكون الفساد إدارياً، فتختل بيئة العمل، ويتغير ميزان القوى، وتبنى الإدارة على الأطماع الشخصية بعيداً عن المصلحة العامة.
حينما يحين وقت القصاص ستعلم مقدار ما سببت من ألم، وستعلم أن الجزاء من جنس العمل، فأحرص على أن لا تكون أكثر النادمين على ما قدمت، فالأيام عندما تتغير تعصف بشدة فلا تعلم هل أنت ممن تعصف به خارجاً بسبب سوء تدبيره وسوء عملها وإساءته للناس، أم تبقى صلباً أمام هذه التغيرات وتتخطاها بنجاح.
ستبقى ذكراك الحسنة بعد تغير الأيام، أو يبقى ذكرك السيء، فلا تعلم في أي فئة ستكون، فأحرص على أن لا تكون من المنبوذين الذين لا يتورع البشر عن ذكر أي كلمة سيئة في حقهم، لأنه ساهم في قتل العديد من الآمال، وتسبب في إيذاء الأنفس، وبعد أن يقع في شر أعماله لن يجد من يتعاطف معه أو يخفف عليه.
اصنع المعروف حيث شئت فلا تعلم متى تجني عواقبه، فالمعروف لا يضيع أبداً، فسيأتي اليوم الذي تجني فيه ثمار صناعتك للمعروف، لأن الخير لا ينسى ولا يضيع، فكن مع الناس ولا تكن عليهم، أحتوي من تستطيع، وساعد من تقدر أن تساعده، وأصنع الفرح لمن يحتاجه، واستثمر في من لديه الكفاءة والقدرة، فستكون أنت الرابح في كل الأحوال.
همسة
انتقام ربك شديد
