تمر الأيام سريعة، بتفاصيلها المختلفة، وبكل ما تحتويه من معاني، فقد يكون لها أثر معنوي يسعدنا، وقد يكون أثرها مختلف، يخلق فينا جرحاً غائر، لا نستطيع مداواته، ونتمنى أن هذا اليوم لم يكن له وجود، ولكننا نتعافى من جراحنا سريعاً، ومن ثم نعود لنكرر ذات التجربة، لعنا نداوي الجرح بسعادة مختلفة، وبقصة أجمل تحلق بنا بعيداً نحو عالم التسامح.
لا تندمل الجراح سريعاً، خصوصاً إن كانت من قريب، فجرح القريب أشد وأنكى من أي جرح، ولكن لا بد أن ننسى، ونتعايش مع حجم الألم الذي تركته الجراج، ونترك الباقي للزمن، فهو كفيل بأن ينسينا ما أصابنا، أو أن تستمر الأيام وتتوالى وتداوي الجراح، فالزمن كفيل بمعالجة المستحيل.
وكلما زادت درجة القرابة، كلما زادت شدة ألم الجراج، فالحياة التي علمتنا تجاوز الصعاب، ونسيان الألم، كفيلة بتعليمنا كيف نداوي الجراح، وخصوصاً إن كانت من أقرب الناس، من الأخ، فهنا ستكون صرخة الأخ ليس لها حدود، وألم الصرخة أكثر من ألم الجرح ذاته، فأنت تنطق بدرجة قرابته لك ليشاهد جرحك، وكأنك تناديه ليعالج هذا الجرح الذي أثخنه بالألم.
وستمر الأيام، وسنذكر الأخ، ومهما أوهنتك الجراح، لن تجد في الصعاب غير الأخ، ومهما كان الأخ مصدراً للألم، فهو الوحيد الذي سيكون بجانبك عندما تتألم، مهما كان جرح الأخ لا يندمل، سيبقى هو الوحيد القادر على نصرتك، وتفقد أحوالك، ستناديه تلك الدماء التي تجري في عروقكما، وستناديه تلك الصرخة التي سمعها وأنت تتألم من جرحه هو وتقول “أخ”.
من ليس له أخ أو أخت، فليس له أحد، سيبقى وحيداً، تجري به الرياح كيفما شاءت، تقذفه على أشواك الألم، وتعلمه كيف هو الوهن؟، ويبقى تعيساً يبحث عن من يسامر ليله، ويسند ضعفه، ويشد من أزره، فلا يجد للشدائد معيناً.
مشاعر الاخوة و التأخي بين الاصحاب و الأصدقاء لا يعرفها الا أصحاب الخلق الكريم ربنا اجعلنا من المتقين و من المتآخين فيك.
كيف اتعافى من جرح الاخ وخيانه الاخ. الظالم